The Hate that Has Been Planted …

<--

توقيع

نقل الملف السياسي الي واشنطن

فاتح عبدالسلام

يحار المحللون والمراقبون وقبلهم العراقيون في سر الدعم الاستثنائي وحالة التبني الكامل التي يبديها الرئيس الامريكي جورج بوش لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لا سيما في الأشهر الأربعة الأخيرة. وحيرة هذا الحشد من المراقبين والناس ترجع الي تساؤل بسيط كيف يرضي الرئيس بوش وهو في معرض الدفاع الدقيق عن سياساته في العراق أمام الحزب الديمقراطي المستحوذ علي قرار الكونغرس ان يرهن النجاح الذي ينشده في بلاد الرافدين والجبل والهور والنخلة والجيران المقلقين لراحة قواته بأكداس من الفشل الذي تغرق فيه حكومة لا وجود لها علي الأرض الاّ من خلال العملية الأمنية التي ترعاها أصلاً القوات الأمريكية.

بعض المحللين يقول هل يرتجي الرئيس بوش النجاة من همّ العراق والعراقيين وعذابهم بالتعلق بأوهام تلبس بدلات ليست علي القياس المضبوط وربطات عنق أجنبية مركبة علي هيئة اسلامية يراد منها مسحة الاعتدال التي تبحث عنها واشنطن بين أنواع (الاسلامات) التي تقلقها دولياً.

ويتعجب آخرون من الوقت الثمين الذي تهدره واشنطن في مراهنة غير مجدية علي حكومة الحل الأمني في العراق علي حين ان الأمريكيين قبل سواهم باتوا علي قناعة بأنَّ العراقيين يحتاجون الي حل سياسي وتفاهمات اجتماعية بعيداً عن تدخل السلطات الأمنية والعسكرية والمرجعيات الدينية أيضاً فهؤلاء لهم مكانتهم المحفوظة في عراق متنوع وسيادي… عراق تقوم فيه حكومة واضحة البرنامج اذا اعلنته لا تنقص في تنفيذه شيئاً واذا اخفقت تعترف بالخطأ أمام الشعب الذي تقول انه جاء بها الي السلطة وليس الامريكيين.

ما دام البلد تحت سيادة القوات الأمريكية وهي حقيقة مطلقة فلتتفرغ الحكومة المحلية لملف الخدمات والبلديات والقال والقيل ومداهنة الاحزاب والمليشيات وان يكون الحل لأزمة العراق بمباشرة هذه القوات الأمريكية ذاتها بالمشروع السياسي للمصالحة الوطنية تكفيراً عن أخطاء وخطايا وآثام إذا أرادت أن تنسحب بأقل الخسائر المادية والمعنوية من دون أن تترك وراءها فرصة لنمو كراهية جديدة للأمريكيين وهي مسألة جوهرية تجاهد واشنطن في ازالتها وليس معقولاً أن تقبل تزرعها بيديها في العراق.. ولكن ألم تزرعها بعد؟

About this publication