2007/04/10
توقيع
ثلاثة خيارات قبل ساعة الصفر
فاتح عبدالسلام
الجدل الدولي والعراقي يدور حول أي الخيارات أفضل: تنفيذ رغبة الكونغرس الامريكي في تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق.
أم رفض تحديد ذلك الجدول حسب رغبة الرئيس الامريكي جورج بوش ويسانده في رغبته رئيس الوزارة العراقية نوري المالكي كصدي.
أمّا الخيار الثالث فهو ترك الامور تجري علي الأرض الملتهبة كما تشاء الأقدار والاستحقاقات السياسية في واشنطن بعد صعود الديمقراطيين الي البيت الأبيض ومواجهة تركة كارثة العراق. حيث من الممكن أنْ تبلغ عند ذلك التاريخ معدلات خسائر الجيش الامريكي بالأرواح حسب النسبة الرسمية الحالية خمسة آلاف قتيل وهو رقم رسمي ومن دون احصائية الجرحي الأثقل جرحاً وايلاماً. وعند ذلك يكون من الأمور الواردة والطبيعية قرار الانسحاب الأمريكي الكلي والنهائي من دون جدول طويل نسبياً ولا أقول انسحاباً فورياً لأنّ أي انسحاب فوري يعني استغراقهُ ثلاثة أشهر إلا إذا كان انسحاباً من دون معدات وأسلحة ثقيلة.
جدولة الانسحاب مصطلح يعطي أملاً واضحاً بانهاء احتلال قوات اجنبية للبلاد. وهو جدول ستترتب عليه اعادة الدول المجاورة للعراق التزاماتها وفعالياتها وبرامجها السياسية والأمنية والعسكرية تجاه العراق أو داخله.
والجدولة الزمنية ستعطي أفقاً محدداً للقوي التي حاربت الاحتلال وعمليته السياسية. ومن ثم من الممكن أيضاً أنْ يكون يوم انسحاب آخر جندي امريكي من العراق ساعة الصفر لدي مختلف الأطراف المتحفزة في العراق وأولها فصائل المقاومة العراقية كافة حيث سيكون ذلك يوم انتصار حقيقياً لها، لأنّها تعده ثمرة لدمائها وكفاحها. امّا الحكومة الحالية اذا كانت موجودة لا قدر اللّه في ذلك الوقت فستلاقي حتفها السياسي في صيغة وطنية دولية لامحالة لاسيما إذا بقيت علي حالها من هذا الفهم الاضطهادي الإقصائي الأمني لعملية المصالحة الوطنية.
المشكلة ليست في اي من هذه الخيارات ولكنها في ان يكون المالكي نفسه يقدم وعودا وهميةً ببناء القوات المسلحة البديلة للقوات الامريكية في حين انه لم يجر تطهير تلك القوات الموجودة من النفس الطائفي وهذا سبب عجزها وعدم التفاف العراقيين حولها كما ينبغي.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.