U.S. General's Ignorance a 'Failure of the American Mind'

<--

توقيع

2007/07/03

توقيع

جنرال غير عسكري

فاتح عبدالسلام

جنرال أمريكي كان رأس رمح في الحرب علي العراق وقاد فرقة امريكية مدرعة تحول بعد تقاعده الي منتقد لاستمرار هذه الحرب لكن هذا التحول ليس له معني سوي الاعتراف المتأخر الذي لا يجدي نفعاً بأخطاء سلبت الامريكيين قسماً من راحة بالهم .. وربّما ستجهز علي القسم الباقي منها اذا استمرت السياسات الخاطئة في دعم المتسببين في الفشل في العراق وهم أشخاص وأحزاب جرّوا علي البلد الويلات ونكبوه بالهجرة المليونية التي نافس فيها العراقيون الفلسطينيين في نكبة 1948 او تفوقوا عليهم.

هذا الجنرال اسمه جون باتيست توصل الي ان (الجيوش في الشرق الاوسط ويقصد العربية منها خاصة غير فاعلة علي نحو دائم ليس لنقص التكنولوجيا والسلاح وانما بسبب عوامل اجتماعية متجذرة في الثقافة العربية وتتضمن التكتم وجنون العظمة والتباهي والفروقات بين الطبقات وعدم القدرة علي التنسيق وانعدام حرية الفرد والمبادرة) ولا أدري علي أي المصادر الفكرية اعتمد هذا المتقاعد وهو يدلي بشهادته امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي. حيث يتضح ان كلامه غير عسكري بالمرة وتعسفي يظهر جهله بثقافة الانسان العربي التي لا تقوم علي جنون العظمة أو التباهي. ولو جعلنا هذا مقياساً لوجدنا حفنة منظري الحرب علي العراق واضحي الملامح اكثر من سواهم في مرايا جنون العظمة قبل ان يدركوا انهم غرقوا في مستنقع لافكاك لهم منه الاّ بالاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية التاريخية في هذه الحرب. وهذا لن يحدث بالرغم من ان خسائرهم الرسمية تتجه سريعاً الي الجندي القتيل رقم أربعة آلاف.

اما قوله انعدام الحرية وربطها بعدم قدرة العراقيين علي ان يكون لهم جيش قوي. فربما كان الجنرال يتحدث عن مرحلة سابقة حيث الآن (الحرية موجودة) وواقع (الجيش الحالي) موجود أيضاً. ولا يمكن ان يفسر أحد مصطلح المبادرة الذي ورد في حديث الجنرال لأنّ الجيوش تبادر عندما تكون في حرب وتملك زمام امورها وهذا الأمر كان متحققاً لدي الجيش العراقي السابق الذي حلّهُ زميله بول بريمر المطلوب لعدالة العراقيين (الغائبة الآن). غير ان هذا الجيش الذي شكلتموه اليوم لا يملك من أموره شيئاً فمن أين تأتيه المبادرة. واي مبادرة ترتجيها في زمن الاحتلال.

هذا نموذج من اخفاق العقل الامريكي في تفسير ما يحدث في العراق. وذلك هو سبب خسارة الحروب أو كسبها.

About this publication