Iraqi Leaders Should Cede Media Oversight to … the Americans

<--

توقيع

2007/07/06

توقيع

الإعلام المستقل ملاذ للحكومات أيضاً

فاتح عبدالسلام

تظن بعض الحكومات العربية أنَّ تحول أجهزة الاعلام الي أبواق دعائية لها هو أهم انجاز (أمني) يمكن أنْ تحققه وتعتمد عليه. ولا اقصد هنا الاعلام الحكومي الصرف فهو شأَنه شأن العمل الوظيفي الروتيني في احد الدواوين والدوائر الحكومية. ولكن الاعلام العربي المؤسس خارج البلدان العربية أو في مناطق حرة أو في دول نادرة يفترض أن يتوافر علي نصيب من الحرية والرأي الآخر بات هدفاً لتلك الحكومات وقد استطاعت تحقيق اختراقات كثيرة فيه بالترغيب والترهيب. واضطرت وسائل اعلامية الي التحول الي مكاتب دعاية رسمية بالرغم من انها ليست مضطرة للخضوع الي ضغوط من هذا النوع. الاعلام الاخر هو ركن من اركان قوة اي بلد. والحكومة التي ليس لديها هكذا نوع من الاعلام عليها ان تشعر بالخيبة وتبحث عن فرصة لولادة اعلام مختلف لأنه قوة لها ساعة الضيق والحاجة فهي يلزمها ان تقول احياناً كلاماً جاداً وتبحث عمن يصدقها ولا يمكن لاعلامها المشبوه نقل (حقيقة) ما تقول الي الناس. فالاعلام الحر ملاذ حتي للحكومات.

في العراق.. أري من الخطأ العتب علي الحكومة او اي شخص في مستنقع العملية السياسية فهؤلاء مدعوون لفهم السياسة قبل أنْ يطالبوا من احد بتفهم معني الاعلام.

وهنا لا أستثني احداً كبيراً او صغيراً. فقد اثبتت السنوات الأربع السود الأخيرة ان السياسي العراقي عدو للديمقراطية التي تعني بجانب آخر الحرية والاعلام.. وهذا وضع مشتق من تدهور عام يطبع المتعاطين بالشأن السياسي المحلي في العراق، والأجدر بهم ترك ملف الاعلام الي القوات الامريكية فهي بالرغم من فهمها العسكري الأمني التعسفي شأن اي جهة حربية وغير المطلوب التعامل معه.. أفضل فهماً وأرقي وعياً ولا ننسي ان هذه القوات منحت الاعلام فرص السبق الصحفي في كشف سجون التعذيب في الداخلية العراقية كما كشفت التعذيب الامريكي في ابوغريب. ولكن هل يكشف لنا الاعلام الرسمي فضائح المليشيات مثلاً ام يقدم رموزها علي انهم رموز العراق الجديد هذا هو الفرق.

نحتاج الي فصل شؤون الاعلام وايقاف جعلها شأناً محلياً بيد الحكومة لأن الصحيح انه جزء من كل متكامل (One Packge) لا يفصل عن مفاهيم الاحتلال والأمن والمداهمات الليلية والقصف العشوائي وسيطرة المليشيات واختراقها (برضانا) أجهزة الدولة ومن ثم الدفاع عنها وتبرير أفعالها عبر مستشارين سيئين من الجدير ان يحملوا لقب أسوأ بطانة سوء تغطي علي أي سوء يمكن أن تحمله الوجوه.

الاعلام في العراق يحتاج الي قرار امريكي باطلاق حريته علي نحو صحيح ويجب ان يفهموا ان الرأي الذي لا يعجبهم قد يعجب عراقيين بالملايين.. ومن ثم فان البلد لا يحتاج الي أساليب قمعية تدعي الحياة السياسية الجديدة ولكنها تتصرف علي نحو أسوأ من السابق.

الاعلام القوي هو المستقل تماماً عن رضا الحكومات.. وقد تتغلب مليشيا الحكومة أو شرطتها علي الاعلام بالاغتيالات ومهاجمة مقراته واغلاقها.. غير انها ترتكب الخطأ الذي يعود بالأثر السيء عليها.

البلد المتقدم لا يحتاج اكثر من عشرين الي ثلاثين علم اعلامي.. وهؤلاء ثروة البلدان وتحرص عليها اكثر من حرصها علي قطاعات تعد بملايين البشر.

About this publication