توقيع: لعبة الكراسي المحدودة
2007/08/17
توقيع: لعبة الكراسي المحدودة
الوقت يدهم أقطاب العملية السياسية وليس لهم ما يقدمونه من تغييرات في عناوينهم ومسمياتهم الي الادارة الامريكية سوي الاعلان عن تحالف جديد يشبه لعبة تغيير الكراسي حول الطاولة ذات العدد المحدود والمعروف من المقاعد. حيث يجري ذلك كله قريبا جدا من موعد نهاية المهلة الممنوحة لحكومة المالكي التي يمكن محاججة الكونغرس بالمنجزات المتحققة فيها.
التحالف الجديد ليس جديدا وربما هو تحالف بين المختلفين والمتصارعين بين شقي كل من الفئتين اللتين تختصران العراق بأربعة تواقيع لا تؤخر ولا تقدم وليس فيها جديد. لأن الموقعين أساس العملية السياسية المتداعية واذا أرادوا دعمها لانقاذها لا بد من اضافة عوامل جديدة لها وليس الدوران حول الطاولة نفسها والمناورة بالعدد نفسه من الكراسي داخل غرفة او غرفتين في داخل أسوار المنطقة الامريكية الخضراء بعيدا عن سبعة وعشرين مليون عراقي يعانون مخلفات السياسة الطائفية للاطراف الظاهرة في المشهد الآن.
ربما كان التوقيع علي هذا الاعلان الرباعي – الثنائي هو أول ضربة حقيقية قاصمة للعملية السياسية من قبل المتعاطين بها من دون أن يشعروا. فقد ظهروا في مشهد ضعيف محشورين في أضيق الزوايا، معلنين ادانتهم غير المباشرة لـ(مسيرتهم) مقرين بعدم تحقيقهم أية (انجازات). ولعلهم كشفوا أنفسهم أمام العراقيين بأنهم قلة قليلة من دون حلفاء، معترفين أيضا بأن أيا من الشركاء السياسيين السابقين لم يعودوا مرتبطين بهم.
يستطيع المراقب ان يلاحظ مدي الارباك علي التوليفة السياسية في التحالف الثنائي الجديد – القديم وهو تأكيد من نوع ما علي انه تحالف لما قبل الانسحاب الامريكي الحتمي من العراق قبل اكتمال سنتين من الآن. حيث لم يعد هناك معني لوجود تحالف دولي قتالي في العراق بعد أن تم تشخيص ان المقاومة في العراق للاحتلال هي عراقية مائة في المائة وان السياسات الخاطئة خلل السنوات الخمس في العراق أدت الي توسيعها عربيا ودوليا مما نتج عنه تعقيد في المواقف.
ان التوقيع علي تحالف جديد لا يحمل سوي عنوان دعم العملية السياسية التي يعرف الامريكيون قبل سواهم مدي شللها وفشلها هو توقيع رسمي علي استمرار الصراعات بين مختلف الاطراف حتي ينجلي الموقف بظهور تكتل عراقي غير طائفي و غيرعرقي.
ترتيبات ما قبل الانسحاب الامريكي تتحرك بقوة بين سطور هذا الاعلان الجديد عن تحالف مواقف ليست في أفضل حالاتها تجمع النقائض والمشاريع الخطيرة التي لا تضر سوي أصحابها الآن وفي المستقبل القريب.
فاتح عبدالسلام
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.