Bush's 'Show' of Success

<--

الرأي

كلمة اليوم

من يصدق.. هذه هي المشكلة

زيارة الرئيس الأمريكي بوش المفاجئة لبغداد، ومعه وزيرا دفاعه وخارجيته،، ليست إلا حلقة في سلسلة محاولات مستميتة لتحويل الفشل الأمني بالعراق إلى انتصار سياسي ودبلوماسي، أملاً في تحسين الصورة وتبييض وجوه ظلت مسودة إلى وقت طويل.. وجعل العام الأخير من ولايته عام إنجاز ولو ذهني على الأقل.

فالرئيس لم يستطع ـ حتى اللحظة ـ فرض الهيبة الأمريكية رغم آلته العسكرية الضخمة، وعسكريوه فشلوا في تحقيق الأهداف المعلنة لإدارة الحرب، ومنها الحرية والديموقراطية والأمن، وكلها شعارات تاهت في الرؤوس المقطوعة، وبين أكفان الجثث المجهولة، وخلف أصوات المفخخات وأعمال العنف المتواصلة.. ما خفي منها وما أعلن!

والعراق الذي يعيش دوامة صراع مذهبي وسياسي مؤلم، يبدو أنه دخل في مرحلة عدم تصديق شعبي لمجمل السياسة الأمريكية، وربما كان البريطانيون بخبرتهم الاستعمارية أحسن حالاً لأنهم عرفوا متى ينسحبون من البصرة ويخلونها ولو شكلياً، مع أنهم يحتفظون بمسؤولية الأمن، وبالتالي يضربون عصفورين بحجر واحد، يظهرون جديتهم في الانسحاب بالوقت المناسب أمام شعوبهم، ويبدون أن لا أطماع لديهم أمام المواطن العراقي، وهو ما فشل فيه صانع القرار الأمريكي السياسي أو العسكري أو حتى الإعلامي الذي لم يتخل بعد عن ثقافة الكاوبوي وأسلوب الروديو في الترويض.

صحيح أن رئيس الوزراء العراقي في أزمة من صنع أمريكا، ولأنه من الواجب أخلاقياً مساعدته على الخروج منها، فإن زيارة بوش تحاول إظهار نوع من هذا العرض المسرحي، رغم انتقادات متبادلة وصلت إلى حد التعنيف بين الرجلين، حتى في الحوارات شبه الأسبوعية عبر الدائرة المغلقة، أمريكا تستعرض عضلاتها، ولأنها تؤمن بثقافة الـ»شو» فإن قادتها يأتون ثم يخرجون بسرية تامة دليلاً على توفر الأمن، وهي الرسالة التي يحاول بوش نفسه إيصالها للأمريكيين الناقمين على التوابيت الطائرة، لتستمر أكبر عملية خداع في القرن الحادي والعشرين، خداع باسم مبررات الحرب وأسلحة الدمار الشامل، والقاعدة، وخداع باسم الحرية والديموقراطية، وخداع أخير باسم الأمن، وتكتمل فصول المأساة، والمشكلة.. أن هناك من يصدق؟

عدد القراءات: 960

About this publication