Why Americans Need Turkey More Than the Turks Need Americans

<--

الجبل عراقي والأزمة تركية

فاتح عبدالسلام

الجبال البعيدة والعصية في الدول الثلاث تركيا والعراق وايران لم تكن في يوم ما من حصة أحد دون الآخر.. فهي جبال صعبة مظلمة قد يختبئ فيها مَنْ يشاء من دون أن تستطيع أية قوة أو حكومة عمل شيء حاسم إزاءه. وانتقال مقاتلي حزب العمال الكردستاني الي أحد الجبال العراقية لا يعني أن تتحول أزمة تركية عمرها ثلاثون سنة الي ملف عراقي في ليلة وضحاها تقع تبعات تطوراته المفاجئة علي أوضاع العراق كلها. وفي ظل الاحتلال الامريكي للعراق لا يمكن عملياً فصل هذا الملف عن الاجندة الامريكية.

وبإمكان انقرة أن تتفاوض مع واشنطن مباشرة حول العمال الكردستاني، حيث يمتلك الامريكيون تصورات كافية عن ذلك الحزب وتحركاته ومديات أفقه. كما ان الجانب الامريكي لديه مصالح معلقّة مع أنقرة وتخضع للمد والجزر وكانت الحالة واضحة عندما رفض الاتراك استخدام قاعدة انجرليك في الحرب الامريكية علي العراق عام 2003 .. ودخلت الأزمة بين واشنطن وانقرة قبل أيام في أعماق جديدة عندما صدر قرار الكونغرس في اعتبار ما حدث للأرمن في عهد الدولة العثمانية بين 1915 و1917 ابادة جماعية. اذن هناك أوراق مؤجلة بين الحليفين الصديقين أمريكا وتركيا وقد يتحولان بموجب هذه التطورات الي “حليفين .. لدودين” إنْ صح التعبير فهما لا يصلان الي مرحلة العداء لكنهما سيدخلان حتماً ضمن مفهوم جديد للتحالف بينهما.

فالأتراك مازالوا في معمعة للدخول الي الاتحاد الاوربي قد لا تفضي الي نتيجة بعد عشرين سنة. لكنهم بحكم الجغرافيا يستطيعون أن يكونوا ناشطين للافادة من المحيط الاوربي وتعويضهم نقص الاهتمام الامريكي لهم لو حدث .. في حين انه لا يوجد بديل بمستوي تركيا لدي واشنطن. فالعراق تحت السيطرة الامريكية لكنه قد يحتاج الي عقود لكي يصبح هو أو جزء منه حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة بمعني المنافس للحليف التركي.

ملف العمال الكردستاني لا يخرج عن هذا المدار .. لذلك سيبقي ملفاً معلّقاً من دون حسم حتي يأتي الوقت المناسب لحسم ملفات أكبر منه.. وذلك يوم لا يبدو قريباً!

About this publication