الورقة الأمريكية بيد مَنْ عراقياً؟
فاتح عبدالسلام
يستطيع أي مراقب القول إن واشنطن تحالفت في خلال السنوات الخمس الأخيرة مع جميع الأطراف في العراق. أي انها حالفت الفرقاء وهم في أوج صراعاتهم لأنها أرادت أنْ تكون مع الجميع في سبيل الخروج من المأزق. وهذه حقيقة بالرغم من اعتراضات القوي العراقية من حيث ان واشنطن عبر حاكمها المدني السابق بول بريمر فضلت أو تورطت في دعم جماعات علي حساب أخري ظناً منها انها تكسب الأمن والأمان في جزء من العراق بسرعة في حين كانت مناطق أخري من العراق تشتعل ناراً. ثم جرت محاولات أمريكية تعديل الميلان فحدث ميلان آخر في وجهة نظر بعضهم .. وجاءت فصائل المقاومة المسلحة جميعاً لتلتقي عند شرط واحد وهو مفاوضة واشنطن علي اي شأن يخصها وليس مفاوضة الحكومة العراقية الحالية وهذا يعزز أنّ واشنطن سياسياً أصبحت القاسم المشترك بين الجميع، مثلما هي قاسم مشترك عسكرياً حيث تحتاجها اطراف حكومية لتثبيت وضعها علي الارض وتواجهها فصائل المقاومة كقوات محتلة عليهم مكافحتها ومن ثم فإنّ الخيار الأكيد لكلا الجانبين هو الالتقاء عند واشنطن في العراق. ولكن كيف يمكن أن يستثمر العراقيون امكانات قوات هائلة تحتل بلادهم في تحولها الي قوات علي طريق الانسحاب والزوال، ومن ثم الافادة من الامكانات الامريكية لاعمار البلد لاحقاً ليس علي الطريقة الحاصلة اليوم التي عنوانها اختلاس عشرين ملياراً، وانما بشكل بناء حقيقي للبنية التحتية للعراق.. فأمريكا دمرت الأسس وعليها أن تبنيها ليس منةً وانما تعويضاً لخسائر العراقيين الهائلة. غير انّ هناك حاجة محددة لإعمار ذي صيغة سريعة ويخص الاساسيات لاسيما في خدمات الكهرباء والماء .. فليس معقولاً ان الجانب الامريكي يريد اقناع العراقيين بمستقبل العلاقة معه وهو عاجز علي حل هذه المشكلة الخدمية.
مع اليقين بأن هذه الحكومة غير معنية بالتجاوب مع اي مشروع يحسم مشاكل العراقيين خدمياً. لأنهّا تتعامل مع ذلك الملف كصفقات سياسية لا تخلو من ابعاد طائفية وحزبية.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.