The Zionist Bush Administration

<--

(نجاحات) بوش!

دراسات

الثلاثاء 27/11/2007

سليم عبود

يسأل المحامي اليهودي الأمريكي ( ستانلي كوهين ) من فضائية عربية: ( لماذا تسارع بعض الأطراف والأصوات

في المنطقة للتهليل والتعظيم لما تطلقه الإدارة الأمريكية من دعوات وأفكار دون أن تتعقل قليلاً وتتأمل بوعي أبعاد وخلفيات تلك الأفكار والدعوات..هل هو الانسياق..أم الخوف..أم أنه التماهي في ضياع هذه الإدارة التي أْعلن الأمريكيون قبل غيرهم عن رفضهم لسياساتها بالوقوف المعلن في وجه شرورها, وأحلامها بشن الحروب..لماذا تعمل أطراف في المنطقة على تلميع هذه الإدارة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة, وبوش يتهيأ للخروج من البيت الأبيض, لماذا مساندة هذا الرئيس الذي يدعي أن الله يوحي إليه بما يقوم به من شرور?!‏

الأسئلة نفسها يطرحها الشارع العربي الواسع. في زمن اتسعت فيها دوائر أعداء هذه الإدارة على العرب, واتسعت دوائر العداء العربية على أمريكا أكثر من أي وقت آخر. والإدارة الأمريكية تعرف هذا العداء الذي أحدثته سياساتها وحربها على العراق ولبنان وممارساتها في الصومال ودارفور, وهذه الإدارة تسعى إلى شراء الكتاب والإعلاميين ووسائل الإعلام لإعادة بناء جسور بين هذه الإدارة والعالم العربي والإسلامي, وجولة ابنة تشيني الأخيرة تصب في هذا الاتجاه, إضافة إلى وجود مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام العربية الناطقة بالعربية والتي تعطي بسخاء على كل مقال أو تصريح أو مقابلة على هذه الفضائيات كما أشار الرئيس بشار الأسد.‏

هذا التسارع الكبير في التأييد للإدارة الأمريكية في كل ماتعلنه, ما يثير الدهشة والاستغراب إما هو استسلام لهذه الإدارة ( أي البصم بالعشرة وإما هو الجهل بأبعاد وخلفيات ماهو معلن, وفي الحالتين الوضع محزن ).‏

ما نجاحات هذه الإدارة الملهمة بالفكر الصهيوني..?‏

طبعاً تقويم النجاح على ضوء الأهداف الصهيونية ليس من منظور أخلاقي وإنساني تفرضه القوانين الدولية والاعتبارات الإنسانية, لأن هذه الاعتبارات لاوجود لها في مفهوم إدارة تسعى إلى السيطرة على العالم ,وترى أن كل من لايقف معها فهو معاد لأمريكا.‏

الإدارة الأمريكية بقيادة المحافظين الجدد لم تكن جادة في تحقيق سلام في المنطقة, ولا في الدعوة إلى مفاوضات أو نقاشات جادة حول قضايا الصراع العربي الإسرائيلي.‏

إن مانجحت فيه هذه الإدارة إلى الآن أنها دمرت العراق تدميراً كاملاً كقوة اقتصادية وبشرية واقتصادية وثقافية وذلك خدمة للأهداف والميثولوجيا الصهيونية التي تروج أن بناء الهيكل لن يكون قبل أن تهدم بابل وأن يفكك العراق وتدمر قوته..ونجحت إدارة بوش في تعمق النزاعات العربية العربية, وإعطاء مزيد من الدعم للوحشية الصهيونية للبطش والتنكيل بالفلسطينيين, ونجحت في خلق انقسام فلسطيني فلسطيني, وغلبت فريقاً على فريق في زمن اشتد فيه الحصار على الفلسطينيين لقتلهم جوعاً كما يحدث في غزة والعالم يتفرج على موت شعب ذنبه أنه يريد بناء وجوده التاريخي في أرضه, ونجحت هذه الإدارة في إيجاد غطاء (لإسرائيل ) لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وفي الاستيلاء على مزيد من الأراضي حول القدس وفي لجم الغضب العربي لقيام اسرائيل بهدم باب المغاربة وفتح أنفاق تحت الأقصى وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل, ونجحت الإدارة الأمريكية في دفع اسرائيل إلى حرب على لبنان ولكن إسرائيل لم تنجح في حربها فسقط الحلم الأمريكي ( بشرق أوسط جديد ) وفشلت إسرائيل في نزع سلاح المقاومة, ونجحت الإدارة الأمريكية في تحويل الصراع العربي لدى بعضهم إلى صراع عربي إيراني.‏

السيدة رايس تأتي إلى المنطقة وتغادرها في جولات مكوكية, والحصار مازال قائماً على الفلسطينيين, بل اعتبرت قطاع غزة منطقة معادية, أي أن كل عمل عدائي تقوم به الولايات المتحدة أو تقوم به إسرائيل مبرر, ولهذا تحول قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم يضم مليوناً ونصف المليون فلسطيني لاتصلهم إمدادات الطعام والمياه والنفط والكهرباء,. والقتل في العراق مازال مستمراً للعلماء والمفكرين والسياسيين ولجموع الشعب العراقي الذي راح يفر من أرضه.‏

وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني, تقول: ( إن اسرائيل دولة يهودية, وعلى العرب أن يعترفوا بيهوديتها, وهذا يعني أن الدولة الفلسطينية المزمع قيامها ستكون حلاً لفلسطينيي عام .1948‏

والسؤال الأخير, هل سيكون مؤتمر آنا بوليس نجاحاً آخر لإدارة بوش المتصهينة وذلك بفرض الاعتراف بيهودية ( إسرائيل) ?‏

About this publication