Even If America Changes its Ways, Global Disaster Looms

<--

آخــر تحديــــث 2007-11-05 افتتاحية الخليج متاعب الامبراطورية

قد لا يختلف المؤرخون مستقبلاً في اعتبار إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أنها من الحكومات القليلة، إن لم تكن الوحيدة التي نقلت بسوء تصرفاتها وعقم سياساتها امبراطورية كان يمكن أن تقود العالم برضاه، إلى واحدة تغرق في مشاكلها، وتترنح في قيادتها. لقد أرادت أن تقود العالم بالخوف، ورغبت أن تهيمن عليه بالسيف، فكان أن أيقظت فيه كل غرائز المواجهة، وكل أنواعها، ومن كل أطيافها.

كانت سياسة الانفراد في حكم العالم، واستراتيجية الحرب لتحقيقها وبالاً على مصالحها حالياً ومستقبلاً. فهي في وضع أصبحت تخسر المصالح أو تتضاعف كلف المحافظة عليها. ولا يحتاج المرء إلى عميق النظر ليرى ذلك، يكفي أن ينظر في خريطة العالم ليشاهد بؤر المشاكل التي لم يعد في مقدورها السيطرة عليها. فهي تعاني في أفغانستان، وتتمرغ في العراق، وتحتار بين الأكراد والأتراك، وتتورط في باكستان، وتشكل عامل تفريق في لبنان وفي السودان. ولعل ما يجري في فناء بلدها، أمريكا اللاتينية، مثال ساطع على حجم التمرد على فظاظة سلوكها، وعنجهية تعاملها.

لقد أثارت عقلية الحرب لديها رعب البلدان القوية، فهذه لم تعد تتسلح فحسب، وإنما أصبحت مثلها مصادر نشر للتقانة الحربية في أرجاء العالم. وكلما انتشرت هذه التقانة ضعفت إمكانية الولايات المتحدة في الهيمنة على العالم من خلال أساليب القوة المحضة. وتكمن معضلة الإدارة ليس في هواها باستخدام القوة فحسب، وإنما باستصحاب الظلم والمعايير المزدوجة في ممارستها.

هي تدعو إلى احترام حقوق الناس وتجعل من التعذيب سياسة كما شاهدنا في جوانتانامو وأبو غريب، وهي تدعو إلى الديمقراطية وتمارس الدكتاتورية في مجلس الأمن والمنظمات الاقتصادية، وتغض الطرف عمن يجاريها في سياساتها. وتزعم أنها تريد إعلاء سلطة القانون الدولي، وتكون أول من يخرقه في غزوها للعراق، وتدعم الكيان الصهيوني الذي يعلن جهاراً نهاراً أنه غير ملزم به في تعامله مع الشعب الفلسطيني. وهي تهدد من يتدخل بشؤون لبنان، وتعلن رفضها لما يتفق عليه الفرقاء اللبنانيون بل تحرض بعضهم على البعض الآخر.

الولايات المتحدة دولة عظمى بقوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية، ولكنها أضعفت نفسها حين تخلت عن القوة الأخلاقية. وقد أدى تخليها عنها إلى أن تخسر نفسها والعالم. فقد أصبح تدخل البلدان في شؤون بعضها بعضاً أكثر تكراراً حتى نوشك أن ندخل في عالم الفوضى، وأضحى التسلح متسارعاً بحيث يمكن أن يؤدي إلى كوارث تهدد الكرة الأرضية التي أصبحت هشة من كثرة إيذائنا لها، في الوقت الذي تنفق فيه البلايين على الأسلحة المدمرة للإنسان والمخربة للبيئة يبيت ملايين البشر جوعى ومرضى.

تحتاج الولايات المتحدة إلى قيادة تعزز الاستقرار في العالم وتعالج مشاكله مستصحبة القوانين والأخلاق، ولكن الخشية أنه حتى نصل إلى ذلك، قد يقودها متطرفوها إلى كوارث عالمية جديدة.

About this publication