Unbound by Promises and Biased toward Israel

<--

كلمة اليوم

جولة بوش.. بين دفع السلام واحتواء إيران

وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش جولة تستغرق أسبوعا في منطقة الشرق الأوسط استهلها أمس بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية ثم يتبعها بزيارة الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية ليختتم جولته بزيارة مصر في 16 يناير. ولاشك أن الهدف المعلن للزيارة هو دفع عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بهدف التوصل إلي اتفاق قبل نهاية ولايته أواخر العام الحالي فضلا عن السعي لاقناع دول المنطقة بما تسميه الإدارة الأمريكية ‘الخطر الإيراني’ ولكن تبدو الآمال المعقودة علي هذه الزيارة محدودة إن لم تكن معدومة في احراز تقدم كبير علي صعيد عملية السلام في ظل السياسات الحالية التي تنتهجها إسرائيل بالمماطلة والتسويف والمراوغة وهي الممارسات التي تسببت في عجز الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عن الاتفاق حتي الآن علي تشكيل لجان المتابعة الخاصة بقضايا الوضع النهائي رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر علي مؤتمر أنابوليس. فهل من المعقول أن تتزامن زيارة بوش مع اعلان إسرائيل إصرارها علي مواصلة سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي كان آخرها الاعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة رأس العمود بالقدس الشرقية التي يفترض أن تكون طبقا لرؤية الدولتين عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية؟! وهل يمكن أن يتحقق سلام بين الجانبين في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل سياسات القتل والاغتيالات والتخريب والتدمير وتجريف الأراضي بحجة مطاردة مطلوبين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.. فضلا عن احتجاز أكثر من عشرة آلاف فلسطيني في سجونها؟!

إن ما يثير القلق كل القلق أن يكون الحديث عن دفع عملية السلام مجرد ستار دخان لهذه الزيارة ليكون الهدف الرئيسي والأساسي لها هو السعي لحشد دول المنطقة خاصة في الخليج ضد ‘الخطر الإيراني’ تمهيدا لاتخاذ سياسات أو خطوات تصعيدية ضد إيران وهو ما لا تريده دول المنطقة إدراكا منها بأن الخطر الحقيقي في واقع الأمر هو إسرائيل. الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية والتي تواصل سياسات الاحتلال والعدوان بدعم صريح من الحليف الأمريكي.

About this publication