من الحياة
الرئيس الأمريكي القادم 1
سراج حسين فتحي
مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومهما كان الرئيس القادم فلابد وأن تكون لهذا الرئيس وقفة جادة مع نفسه يراجع فيها أحوال بلده وعلاقاته مع العالم الحالي والتي تم تخريبها بواسطة الفريق الذي يرأسه جورج بوش الابن خلال فترتين رئاسيتين، سواء بالحروب غير المجدية عبر العالم أو بالتدخل في شؤون الدول الأخرى تحت مظلة حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي أدت وبعد مرور ما يقارب ثماني سنوات إلى زعزعة وتشويه صورة الولايات المتحدة الأمريكية داخلياً وخارجياً ووضعها في قفص الاتهام في معظم القضايا التي تمس أمن كثير من دول العالم أمنياً وسياسياً واقتصادياً وغيرها من القضايا الحساسة، وكان للسياسة التي اتبعها بوش وفريقه عبر العالم أكبر الأثر في تكريس روح الكراهية لكل ما هو أمريكي .?وإذا كان الرئيس القادم يريد بالفعل إصلاح ما خربه بوش، ويهدف حقاً إلى الحفاظ على مصلحة الشعب الأمريكي والدولة الأمريكية في كل زوايا العالم فعليه أن يأخذ بالاعتبار بعض القضايا التي لا يمكنه بدونها اعادة المكانة التي كانت عليها بلده قبل عملية التخريب التي مورست خلال السنوات الماضية وبالذات في العلاقة مع العالم العربي والإسلامي اللذين اكتويا بنيران الهجمة الأمريكية ظلماً وعدواناً سواء في أفغانستان أو العراق أو سواهما تحت حجة حماية المصالح الأمريكية، وليس من أحد عاقل يمكن أن يصدق تلك الادعاءات لأن الواقع يقول غير ذلك تماما، بل ان كل التصرفات السلبية الأمريكية كانت تصب في مصلحة أعداء الأمة العربية والإسلامية وبالذات الكيان الغاصب المسمى (إسرائيل) .?ومن حق أي إنسان الحرص على المصلحة الذاتية، ناهيك عن حرص أي بلد في العالم على مصالحه القومية والوطنية، وهذا المبدأ قد يكون متفقاً عليه بين كل البشر العقلاء، لأنه يعني المحافظة على الذاتية ومقوماتها، ومن المعروف عن الولايات المتحدة الأمريكية صراحتها في كثير من المواقف في المحافظة التامة على (المصلحة القومية الأمريكية)، فهي الرقم واحد في أي معادلة سياسية أو اية اتفاقية تجارية أو معاهدة عسكرية، وهذا واضح من التصريحات الرسمية للزعامات والقيادات الأمريكية أو الدراسات العلمية والأبحاث والكتابات الصحفية أو العلمية .?واذا كان من حق الولايات المتحدة الأمريكية أن تفعل كل ذلك بدوافع من المحافظة على قوام الدولة، وهيبتها السياسية والحفاظ على حقوقها وحماية حقوق شعبها، فإنه لا يعني ومن منطلق المنطق والقانون الدولي والأنظمة العالمية المتعارف عليها إهمال حقوق الغير أو التعدي عليها بأية حجة، كما أنه لا يعني غض الطرف عن انتهاكات بعض الأطراف التي ترتبط بالولايات المتحدة بعلاقات خاصة لحقوق الآخرين بحجة حماية المصلحة القومية الأمريكية، وقد أصبح واضحاً جداً ومن مجريات الأحداث والتطورات العديدة على الساحة العالمية أو الساحة المحلية الأمريكية، أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية كدولة هي الكبرى والأولى في العالم سياسياً وعسكرياً أن تتعامل مع العالم الإسلامي بنظرة فيها شيء من التجاهل أو الإهمال، ناسية أن هذا العالم هو أمة لها تاريخها وثقافتها وحضارتها، كما أنه ليس من مصلحة العالم كله أن يكون بين أمريكا والتي تمثل الحضارة الغربية المعاصرة وتتزعمها وبين الأمة الإسلامية أي تنازع سياسي أو احتكاك عقائدي أو قيمي.?shfat@hotmail.com
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.