إدارة بوش.. والفائدة اليتيمة
البقعة الساخنة
الاثنين 10/3/2008
أحمد ضوا
ما يجري في المنطقة والعالم بفعل السياسة الأميركية يعزز القناعة بأن إدارة بوش تنفرد عن غيرها من نظيراتها السابقة بعدم الاستفادة من الدروس الكثيرة التي حصلت خلال سبع السنوات الماضية من عمرها.
فهذه الإدارة التي سيسجل التاريخ دمويتها ونزعتها نحو السيطرة والهيمنة لا تزال تقع في الأخطاء نفسها التي وقعت فيها سابقاً لينطبق عليها مثل (الوقوع في الحفرة مرتين).
قد يقول قائل إن إدارة بوش حققت ما تصبو إليه لجهة تعميم الفوضى في المنطقة وإحداث شروخات وانقسامات كبيرة في العلاقات بين الدول والمجتمعات, وهذا صحيح ولكن في المقابل أخفقت في تنفيذ الشق الثاني من تعميمها الفوضى وهي تواجه أيضاً الفشل الذريع في توجيه دفة حركة هذه الفوضى بما يخدم مصالحها الاستراتيجية, وتالياً المصالح الإسرائيلية وواهم من يعتقد لوهلة أن أميركا جاءت للدفاع عن الحرية وتحقيق الديمقراطية في المنطقة, حيث التجربة ماثلة في فلسطين والسجون الطائرة تعم العالم ومعتقلاتها في العراق وغوانتانامو, تشهد على ديكتاتوريتها وتسلطها وازدواجيتها عندما يتعلق الأمر بمصالح شركات النفط والأسلحة وآخر إثبات يدل على ذلك رفض الرئيس بوش لقرار الكونغرس القاضي بمنع التعذيب في تحقيقات وكالات المخابرات الأميركية.
لعل الشيء المفيد الذي قدمته إدارة بوش من حيث لا تدري لشعوب المنطقة, دفع أدواتها لكشف نفسها واللعب من فوق الطاولة وليس من تحتها, كما كان يتم في السابق وهذا يمنح هذه الشعوب فرز من يهتم لمصالحها ومن يكرس جهده لخدمة المصالح الأميركية والإسرائيلية.
كل العالم وليس المنطقة يتطلع إلى رحيل هذه الإدارة التي حصدت بامتياز كراهية غير مسبوقة من شعوب العالم, التي كانت تأمل أن تقوم في السنوات الأخيرة بإعادة النظر بسياستها الطائشة التي أدت إلى نشوء مناطق توتر عديدة تهدد الاستقرار العالمي, وتصحيح بعض الأوضاع في منطقتنا ولكن مايحدث يشير إلى مضيها بانتهاك سيادات الدول وممارسة الضغوط واعتماد سياسات الترهيب عبر عسكرة المنطقة تحت مزاعم لا تنطلي على أحد.
حقاً إنه من غير المفهوم أوالمقبول أن نجد أحداً في المنطقة لايزال يثق بوعود إدارة بوش السليمة, فهل يعقل أن يتم ذلك والضوء الأميركي الأخضر معطى لإسرائيل لمواصلة الهجمات ضد الشعب الفلسطيني, وتصريح الوزيرة رايس بعدم ربط المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بوقف العمليات الإسرائيلية في غزة.
إدارة بوش لاتهتم للسلام الحقيقي وما يهمها تحضير المنطقة ربما لحرب جديدة, وسياسة البوارج رسالة حرب وليست رسالة سلام.
تعليقات الزوار
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.