What Papers are Left in Bush’s Hands?

<--

في ذروة تطور قوتها العسكرية التكنولوجية ووقوفها منفردة كقطب وحيد على قمة العالم ، تبدو الولايات المتحدة الامريكية اليوم مرتبكة ومأزومة وغارقة في بؤر متفجرة في العالم ، وخاصة تورطها وانغماسها في المستنقع العراقي الذي تحول الى مأزق امريكي حيث الخروج من العراق هزيمة والبقاء فيه هزيمة اكبر متفاعلة ومتفاقمة..

وليس سراً ان سياسات ادارة الرئيس بوش العدائية تلقى استنكاراً ورفضاً ومعارضة في كل انحاء العالم بما في ذلك تنامي المعارضة الشعبية الامريكية الرافضة للحرب وتخريب العالم اقتصادياً.. الخ والمؤسف جداً ان اوراق هذه الادارة التي تحاول فيها ان تبرر شرورها وهجمتها على العالم ابتداء من منطقتنا هي فقط التهويل بخطر الارهاب والتطرف الذي يهدد امريكا والعالم ، ولا يوجد اليوم في يد ادارة الرئيس بوش المفضوحة والعارية في نظر شعبها وشعوب العالم الا التهويل بالمتاجرة بما يقدمه لها غلاة المتطرفين باسم الاسلام وعلى حساب الاسلام والمسلمين،،

ماذا في يد الرئيس بوش اليوم من اوراق غير تصريحات وطروحات ابن لادن والظواهري وتهديداتهم خاصة لاوروبا بارتكاب جرائم ارهابية بحق الابرياء ، ولا يوجد بيد بوش غير تصريحات نجاد وادعاء نظام الملالي في ايران بامتلاك قوة عسكرية خارقة وصواريخ تصل الى عواصم ومدن اوروبا والتي قد تصل الى امريكا نفسها ، وما يروج له بوش وادارته ان حربهم الوقائية كانت ولا تزال لاتقاء خطر داهم ، ومن لا يصدق فليستمع الى تصريحات نجاد الدونكيشوتيه التي لا تعدم الادارة الامريكية تسويقها وتوظيفها في اثارة قلق ومخاوف الامريكيين الذين يكتفون بقراءة العناوين دون التدقيق بالحقائق ومن ذلك انهم صدقوا فيما مضى ان العراق كان يمتلك اسلحة دمار خطيرة لا بد من حرب حينها لازالتها ، واليوم تمضي امريكا في حشد التأييد الشعبي الداخلي والعالمي واستصدار قرارات متوالية بفرض عقوبات على ايران بحجة منعها من امتلاك اسلحة نووية موجهة ضد اسرائيل وامريكا والغرب..

وبالتأكيد فان شرور وتطرف وغطرسة الادارة الامريكية الحالية تستفز عامة الناس في العالم الاسلامي والذين تطربهم اية ردود انفعالية متطرفة بالانتقام والتصدي عسكرياً بالقوة لامريكا وكسرها وهزيمتها ، ولكن كل هذه المزاودات والادعاءات مع الاسف ليست الا حروباً كلامية تتلقفها الادارة الامريكية لتغطي بها دوافعها العدوانية للهيمنة على المنطقة واعادة تشكيلها ونزع هويتها الحضارية بحجة ان مجتمعاتها هي بيئة لتوليد الارهاب الى حد انها لا تريد من شعوب الغرب ان تسمع صوتاً الا الاصوات التي تهدد الغرب وتعدهم بالموت،،

وهؤلاء وحدهم هم طوق النجاة لبوش وهم من تبقى من اوراق في يد ادارة موتورة ومفلسة مرات على النفاق والخداع عبر التهويل بخطر وهمي كلامي برعت في ترويجه كخطر حقيقي تستدر به تعاطف ما من قبل شعبها وشعوب اوروبا.. وبالمقابل فان حالة التردي والاحباط والانكسار في العالم الاسلامي تدفع بعض الناس لقبول الخطاب المتطرف كردة فعل وايضاً لانه يزعج امريكا..

التاريخ : 30-04-200

About this publication