Bush's Anger is Unwise and Inappropriate

<--

شعاع : غضب بوش غير الحكيم وغير المناسب د. عايدة النجار

انتهت زيارة بوش غير المرحب بها من الشارع العربي للمنطقة ونرجو من الله أن تكون “الأخيرة” قبل نهاية ولايته في اخر هذه السنة ,2008 هذه السنة أو “الرقم” الذي أصبح جزءا من خطابه الممل كلما تعرض للقضية الفلسطينية أو بالاحرى “للدولة الفلسطينية” التي بات يرددها أنها ستقام الى جانب اسرائيل ، وكأنه يخدر الفلسطينيين أو يأخذهم للتيه بسبب أوهامه غير القابلة للتحقيق . جاء ليزيد الفرقة بين الفرقاء وليحاول المزيد من الخداع لمن يصدقه. ها هو ينصرف من ديارنا التي حط بها بدعوة من عدونا وليس منا .. جاء واحتفل بقيام دولة مارقة سارقة لأراضي الفلسطينيين ، جاء وتحدى مشاعر الناس المعذبين وجاء وتعشى وتغذى على الموائد العربية التي تكّرم الضيف.. جاء وبكل وقاحة ليطلب من العرب أن يحركوا ضخ البترول كما يريد وكما يراه مناسبا للجميع بما يخدم أولا وأخيرا مصالحه ومصالح اسرائيل ربيبته التي فاخر في خطابه في الكنيست أن بلده كانت أول من أعترف بها”كدولة”قبل ستين عاما ، إنه وقح بكل المقاييس ولذلك فهو مكروه لهذه الاسباب وأكثر، ينصرف بوش بعد فشل زيارته وبعد أن كشف الكثير عن نواياه وأكاذيبه لللصديق والعدو . أما الصديق فهي فرنسا الحليفة الاقوى التي أصبحت تفاخر بقربها من أمريكا فقد أغضبته وهو في طريق العودة لبلده. جاء في الاخبار أن باريس أجرت “اتصالات” مع حركة المقاومة الفلسطينية الاسلامية (حماس) التي وضعتها أمريكا واسرائيل على قائمة الارهاب في العالم. والطريف أن أمريكا بدبلوماسيتها المشوشة دائما قد وصفت هذه الاتصالات بانها غير “حكيمة أو مناسبة”. ها هي أمريكا وكأنها “الحكيمة” تقول رأيها فيما لا يعنيها اذ تحاول أن تبقي أوروبا تحت “قبعة الكاو بوي التكساسي” ولا أقول “عباءتها” الكلمة التي ترمز للهوية العربية، أمريكا لا تريد تقاربا أوروبيا مع العرب حتى غير حماس وتصر أن تبقي حماس محاصرة في غزة وتحاول اضعافها أو قتلها مع الشعب الذي يعاني من الجوع والمرض على مرأى ومسمع العالم “المتحضر”. يدعي بوش أنه يزمع ايجاد دولة فلسطينية قبل نهاية العام ، ولكن الحقيقة تكشف عن خوف أن تقوم دول أخرى مثل فرنسا مثلا في محاولة لتذليل العقبات أمام الدولة التي يصر الفلسطينيون على حق العودة لاقلامتها على أرض حرة مستقلة. أليس هذا ما يدعيه بوش؟ يريد دولة على حدود ؟1967 فقد ثبت أن مجرد امكانية التحدث مع حماس والوصول الى حلول “يقبلها الشعب الفلسطيني” يعتبرها عملا “غير حكيم وعمل غير مناسب”. لم تنكر فرنسا ولا حماس عن “اتصالاتهما” وليس “مفاوضاتهما” ، اذ تعتبر هذه العملية جس النبض باسلوب هادئ قبل بدء المفاوضات التي ستكون فرنسا لاعبا أساسيا قد يطغى على هيمنة أمريكا على أوروبا المسحورة التي تغاضت مع أمريكا عن تجويع الشعب الفلسطيني. بالطبع أمريكا تعرف أن دولا أوروبية أخرى اتصلت وتتصل مع حماس ، ولكن الوقت لم يكن مناسبا “للزعل” منهم ما دامت هي لا زالت سيدة الموقف. اسرائيل ليست مرتاحة بالطبع وهي على علم بما يجري ، ولذلك فهي لا زالت تقوم بعملياتها الانتقامية بالعودة لغاراتها المتكررة على قطاع غزة . ها هي تهديداتها التي أعلنت عنها بينما كان بوش يوزع القبلات ويرقص على رفات الشهداء. نعم بوش يعرف أنه لن يحقق قيام الدولة الفلسطينية في عهده ، بالاضافة لا يريد أحدا أن يقوم بذلك ، وهو وعد قطعه على نفسه وهدية منه لاسرائيل في ذكرى سرقة أرض فلسطينية لها شعب حيّ لتعطى لاناس يهاجرون من أوطانهم ولا انتماء لهم. سيظل بوش غاضبا على من يحاول التصالح مع نفسه والتصالح مع حماس أو غيرها ممن يرى أن الوقت مناسب بعد ستين عاما وأن الاتصالات حكيمة. وندعو الله أن تكون هذه البادرة بداية المزيد من الغضب لبوش قبل الرحيل الى غير رجعة،

About this publication