Does Rice's Visit Freeze Formation of a Lebanese Government?

<--

هل لزيارة رايس علاقة بتجميد تشكيل الحكومة اللبنانية؟

زيارة كوندوليزا رايس أعادت الجدل في لبنان إلى ما قبل اتفاق الدوحة (الفرنسية).

نقولا طعمة–لبنان

عادت الساحة السياسية في لبنان إلى مرحلة ما قبل اتفاق الدوحة من التعقيد والتجاذبات، وتوقّف الحديث عن تشكيل الحكومة.

بدت العقد الحكومية على طريق حلحلة آخر محطاتها مطلع الأسبوع، وانتشرت أنباء عن قرب التوصّل إلى تركيبة حكومية بعد وضع اللمسات الأخيرة التي كانت مفترضة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون قبل ظهر الاثنين الفائت.

وجاءت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية كوندوليزا رايس إلى لبنان، والتقت رئيس الجمهورية قبل موعد لقائه بعون، وأدلت بسلة مواقف أعادت الحديث عن القرار 1701، مع ما يتضمنه من موقف حول سلاح حزب الله، وترسيم الحدود مع سوريا، ومزارع شبعا.

عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا تخوف من نتائج زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى لبنان

وبدا في نظر البعض أن التصريحات حولت الاهتمام السياسي المحلي من تشكيل الحكومة إلى طروحات رايس، وتجمد الحديث عن بقية بنود “الدوحة”.

أعلنت “الحملة الشبابية اللبنانية لرفض الوصاية الأميركية” رفضها وإدانتها لزيارة رايس، معتبرة إياها “متآمرة على وحدة اللبنانيين”.

وتخوف عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا في تصريح له “من نتائج زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى لبنان، في وقت يقود فيه الرئيس فؤاد السنيورة مع فريقه في قوى 14 مارس أوسع عمليات التسويف والتمييع تجاه التشكيلة الحكومية واتفاق الدوحة”.

وعلّق المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على الزيارة قائلا إن “السيدة رايس كلما اقترب اللبنانيون من إيجاد صيغة حل فيما بينهم، نجدها وإدارتها يفشّلون الحل”.

آراء أخرى

غير أن رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي عبر -بما يشبه التهكم- عن “حزن على رايس في زيارتها”. وقال ردّا على سؤال لـ”الجزيرة نت” إن “زيارتها كانت وداعيّة، ولم يكن لها أي تأثير على تأخير تأليف الحكومة، لأن التعقيدات سبقت الزيارة. وهي جاءت في زيارة رفع عتب ووداع”.

علّق المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على الزيارة قائلا: إن السيدة رايس كلما اقترب اللبنانيون من إيجاد صيغة حل فيما بينهم نجدها وإدارتها يفشّلون الحل

وعمّا أثارته في موضوع مزارع شبعا، قال “ليس الهدف الأميركي جديدا، فهو السعي لنزع أي ذريعة للإبقاء على سلاح المقاومة، ووضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة يعني إبقاء المزارع تحت السيطرة الإسرائيلية، وعلى المياه فيها”.

ويقول الباحث السياسي فريد سلمان إن “زيارة رايس لم تكن ذات أهميّة أو تأثير”. وصرّح للجزيرة نت بأن “الهدف من المماطلة هو الرغبة في عدم قيام سلطة، وتنفيذ مشروع تهجير المسيحيين من لبنان بمشاركة بعض القوى المسيحية التي تقودها أنانيتها نحو المصير البائس”.

وأضاف “يبدو أن هناك رغبة لدى فريق السلطة في عدم قيام سلطة بديلة منه، فهو يملك الحكم، وله أكثرية برلمانيّة، ورئاسة الجمهورية لا تمون على أحد. وما يريد أن يقوم به يستطيع ذلك، خصوصا أن الأمور المهمة مرّرت سابقا”.

ويرى نائب تيار المستقبل الدكتور عزام دندشي للجزيرة نت أن “التعطيل بدأ قبل زيارة رايس. لكن زيارتها تستخدم عذرا للمماطلة في تأليف الحكومة. ومنذ البداية برزت شروط متتالية، كالساحر الذي يمدّ يده إلى قبعته، فيخرج فأرا، ثم أرنبا، فحمامة. الشروط بدأت بوزارة المالية، وانتقلت إلى السيادية للعماد عون، ثم محاولة فرض شروط على الرئيس المنتخب”.

يرى نائب تيار المستقبل الدكتور عزام دندشي أن التعطيل بدأ قبل زيارة رايس. لكن زيارتها تستخدم عذرا للمماطلة في تأليف الحكومة

إحراج السنيورة

وعن خلفيّة ذلك، يقول “أولا، المعارضة لم تتقبل عودة الرئيس السنيورة إلى الحكم، فتسعى لإحراجه من أجل إخراجه. وربما تريد إحراج رئيس الجمهورية لأنه أتى في خطاب القسم على جملة أمور تجاه سلاح المقاومة”.

وسخر من الحجج والتفاسير التي تعطى لكل حركة سياسية، وقال “إذا تحدّثت رايس عن موضوع داخلي، قالوا “تدخلت”، وإذا تحدّثت عن موضوع له طابع دوليّ ، قالوا إنها تريد تحويل الأنظار إلى مكان آخر”.

ويختم قائلا “مع الأسف، قلب الحقائق يجري منذ سنوات ولا يزال مستمرا”.

المصدر: الجزيرة

About this publication