المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأميركية غير واردة
يبدوان قدر منطقة الشرق الاوسط ان تكون فيها الحروب هي القاعدة والامن والسلام هما الاستثناء فخلال القرن الماضي عانينا من عشرات الحروب وفي هذا القرن الذي ما زلنا في بدايته نعيش حروبا مختلفة اقتصادية، مائية، سياسية ،ايدولوجية، صراعات واقتتالا طائفيا وارهابا حيث تحتدم الحرب الكلامية بين كل من واشنطن وتل ابيب وايران متزامنة مع تمرينات وعرض للقوة والتهديدات مباشرة وغير مباشرة ولكن بالمقابل هناك مصالح تلتقي عندها هذه الاطراف الثلاثة او ما يسمى بمحور المصالح فقد لا نكون مقبلين على صيف ساخن وانما قد نكون مقبلين على صفقات ساخنة ومحاصصات ورسم خرائط على حساب العرب ودول الاقليم وقد يكون الفستق الايراني والتبغ الاميركي هما البداية .
* الولايات المتحدة تعيش هذه الايام ادنى حدود الامن والتراجع الاقتصادي فبعد احداث 11 سبتمبر 2001 تم تأسيس مكتب الامن القومي الذي تحول عام 2002 الى وزارة الامن الداخلي حيث اصبح من الممكن ان تكون كل بناية او برج او منتزه او حديقة حيوانات هدفا للارهابيين وقبل ذلك اليوم القدري (11 سبتمبر 2001) كانت ادارة بوش تعتبر الارهاب واسامة بن لادن وكل عناصر القاعدة شيئا غير محدد المعالم .
@ يطالب البنتاغون بحوالي 530 مليار دولار من اجل الميزانية العسكرية لعام 2009 وهذا يشكل زيادة ونسبتها 70% عما كانت عليه ميزانية الدفاع لعام 2001 التي وصلت الى 316 مليار دولار مقابل الكلفة الهائلة للحرب على العراق وافغانستان.
* لا احد يستطيع ان ينكر ان الادارة الاميركية باحتلالها للعراق وافغانستان قدمت خدمة جليلة لايران وجعلت منها دولة اقليمية كبرى فحزب الدعوة في العراق ايراني وهو الذي يدير شؤون العراق فايران ما كانت تحلم بالوصول الى وضع يؤهلها لما هي عليه الآن لولا السياسات الاميركية.
* لا توجد مؤشرات واقعية وحقيقية وعملية على وجود عداء مستحكم بين اسرائيل وايران منذ اكثر من سبعين عاما واعتقد ان كلا من طهران وتل أبيب تعي هذا جيدا والذين يعتقدون ان هناك عداء هي الشعوب العربية البسيطة والتي لاتزال تعيش في مراحل متأخرة من الوعي حول مفهوم ان المصالح فوق المبادئ وان ما يعلن ليس هو الحقيقة.
* نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا في الشهر الماضي ان اسرائيل تستعد لضرب ايران بالمقابل بعث السفير الاميركي في اسرائيل ( ريتشارداتش) برسالة رسمية شديدة اللهجة الى كل من رئيس الحكومة الاسرائيلي اولمرت والى وزير المالية الاسرائيلي ( روني بار ) يتهم فيها اسرائيل بالاتجار سرا مع ايران وتحويل الاموال اليها وخرق القانون الاسرائيلي الذي يمنع اقامة علاقات تجارية مع ايران وكشفت الرسالة الاميركية ان اسرائيل تقوم بشراء الفستق الايراني وهي تستورد ما قيمته 20 مليون دولار سنويا من ايران.
* من اغرب العجائب ان الولايات المتحدة التي تلوم وتنتقد اسرائيل على استيرادها للفستق الايراني تعتبر اكبر مصدر للتبغ الى ايران حيث وصلت صادرات الولايات المتحدة من التبغ الى ايران الى اكثر من 60مليون دولار عام 2005 كما باعت الولايات المتحدة عام 2007 حوالي 1000 قطعة غيار لمقاتلات ف 14 التي تستخدمها ايران فكيف تواجه هذه الطائرات طائرات اسرائيل من نوع ف 16 وغيرها من الصواريخ في الاعلام يتم التركيز على ان هناك حربا قادمة ووشيكة ويتم تجاهل المصالح الاستراتيجية التي يلتقي عليها الاطراف (اسرائيل، ايران، اميركا) وان المتابع للخطاب الايراني العدائي منذ اكثر من 3 عقود يظهر انه ناتج عن الانتهازية اكثر من كونه عن التعصب فايران ستقدم مصالحها الجيوستراتيجية على دوافعها الايدولوجية كما في ثمانينات القرن الماضي ابان الحرب العراقية الايرانية حيث طلبت ايران في ذلك الوقت المساعدة من اسرائيل عندما كانت تعاني من النقص الشديد في الا سلحة والذخائر وخلاصة القول ان اللعب بورقة معاداة اسرائيل يساعد ايران في تجاوز الانقسامات الفارسية – العربية والشيعية – السنية فالخطاب الشديد اللهجة والحاد ضد اسرائيل يلاقي قبولا طيبا في الشارع العربي ويدعم اسرائيل في المحافل الدولية ويزيد من تعاطف الغرب مع اسرائيل. وهذه هي السياسة والدبلوماسية التي تمارسها هذه الدول الثلاثة لتكون في النهاية الموارد والشعوب العربية هي المستهدفة.
د. صالح لافـي المعايطة
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.