Bush Didn’t Tell the Truth

<--

بوش لم يقل الحقيقة

عندما يقول الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الحرب في العراق كانت “أطول وأكثر تكلفة من المتوقع”، إنما يعترف بربع الحقيقة أو نصفها، لأنه قدّم توصيفاً ناقصاً ومبتوراً لحال العراق، وما أنتجته حربه خلال أكثر من خمس سنوات من الغزو والاحتلال من آثار كارثية على الشعب العراقي وعلى قواته، وما نجم عنها من أثمان باهظة كانت ثقيلة التكلفة على الاقتصاد الأمريكي.

لم يجرؤ بوش، وهو يسرد واقع الحال في العالم جراء سياسات إدارته الحمقاء على الاعتراف بالحقيقة التي تقول إنه شن الحرب على العراق وأفغانستان تحقيقاً لأهداف امبراطورية صاغتها عصبة المحافظين الجدد المرتبطة بالصهيونية، بهدف السيطرة على النفط وخطوط إمدادات الطاقة، وتوفير بيئة جغرافية سياسية أكثر أمناً ل “إسرائيل” من خلال تدمير القدرات والإمكانات العراقية، وهو ما أشار إليه رئيس وزراء الكيان إيهود أولمرت خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة واجتماعه إلى بوش، بأن احتلال العراق كان “أهم انتصار ل “إسرائيل””، ما يؤكد أن احتلال العراق كان هدفاً “إسرائيلياً” بامتياز تحقق على يد الولايات المتحدة.

ولم يتجرأ بوش على الاعتراف بأنه استند في تبرير غزوه للعراق إلى أدلة كاذبة وواهية لا تستند إلى الحقيقة، وأن أسلحة الدمار الشامل كانت مجرد “حصان طروادة” أمريكي لتحقيق مآرب وأهداف خطط لها المحافظون الجدد قبل وصول بوش إلى السلطة، وتم استخدامه لتنفيذها.

كذلك لم يعترف بوش بأن حربه على العراق كانت خارج الشرعية الدولية، وبمعزل عن أي إطار قانوني، وهو بذلك تجاوز كل الأعراف المتفق عليها في العلاقات بين الدول، وهدّد الأمن والسلم العالميين، وجعل العالم أكثر خطراً وأقل أمناً، وتسبب بالكثير من الكوارث الإنسانية التي حلّت بالعراق.

وعندما يقول الرئيس الأمريكي إن الحرب في العراق كانت “أطول وأكثر تكلفة من المتوقع”، فإنما يتحدث عن النتيجة ويتجاهل السبب. والسبب معروف، وهو أن الحرب كانت مغامرة غير محسوبة العواقب، وفشلاً عسكرياً استراتيجياً كبيراً للولايات المتحدة، لم تنفع معها القوة الغاشمة والهائلة في تحقيق أهداف كان يعتقد أنها في متناول اليد.

About this publication