Secretary of State Hillary Clinton: Will the Tools Be Any Different?!

<--

هيلاري وزيرة للخارجية.. هل ستختلف الأدوات?!

دراسات

الخميس 4/12/ 2008 م

ديب علي حسن

هيلاري ردهام كلينتون سفيرة الولايات المتحدة إلى العالم, الحلم لم ينكسر تماماً, لم يتحقق كاملاً, تشظى قليلاً تبعثرت أجزاؤه لكن ثمة من لملم الشظايا وأعاد صياغتها منذ أن كانت سيدة البيت الأبيض,

حلمت أن تخوض سباقاً رئاسياً لتعود إليه لا سيدة أولى, فقد ملّت وشبعت من متاعب المكانة بل لتكون سيدة الولايات المتحدة الأمريكية وسيدة العالم فيما بعد إذا نجحت على اعتبار أن قادة الولايات المتحدة يقدمون أنفسهم على أنهم قادة العالم كله.. نعم راودها الحلم أن تخوض الانتخابات سنة 2000م لكنها لم تفعل ذلك.‏

وفي الطريق إلى البيت الأبيض زرعت هيلاري مواقف ظنت أنها كافية للوصول إلى ما تريد فمنذ سنوات طالبت المنظمات الدولية بأن تضاف نجمة داوود إلى جانب الصليب والهلال في منظمات الإغاثة الدولية وخاضت من أجل ذلك مناقشات ولكن لم توفق في مسعاها.‏

اليوم هيلاري كلينتون تعود إلى البيت الأبيض وزيرة للخارجية وربما كان القول الذي ردده الأمريكيون منذ رشح كلينتون نفسه لرئاسة ثانية.. انتخب كلينتون تنتخب رئيسين أي هيلاري وكلينتون معاً, ربما كان هذا ما دفع بأوباما لأن يقول ها أنا أعين وزيرين بوزير, كلينتون الرئيس سوف يكون المستشار الحقيقي لوزيرة الخارجية ولهيلاري أن تجول العالم وتعيد هندسته وفق رؤيتها ورؤية إدارتها هذا إذا أرادوا أن يعيدوا صياغة سياسة جديدة تغسل أدران الماضي وتهيئ لعالم أفضل تحكمه علاقات أكثر واقعية وعلى كل حال هيلاري في وزارة الخارجية هي غيرها سيدة البيت الأبيض ولكن هل تبقى الحكمة مفتاح شخصيتها ودبلوماسيتها.. حين كانت فضيحة (مونيكا) عبرت الأزمة بأقل الخسائر واستطاعت أن تتصرف بدبلوماسية أثارت حسد الكثيرين وقفت إلى جانب زوجها في معركته الانتخابية الثانية وساندته في مواقف كثيرة ولكنها قالت فيما بعد وفي مذكراتها (تاريخ عشته) أود أن أدق عنقه لكنه رئيسي.‏

>حكاية أمريكية‏

تقول هيلاري في مذكراتها تحت العنوان السابق: لم أولد سيدة أولى أو سيناتوراً ولم أولد ديمقراطية أو مدافعة عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان ولم أولد زوجة أو أماً, لقد ولدت أمريكية في منتصف القرن العشرين في زمان ومكان سعيدين كنت حرة في اختياراتي التي لم تكن متاحة للأجيال السابقة من النساء في بلادي ولا يمكن تصورها لكثير من النساء في العالم اليوم بلغت سن الرشد في ذروة تغير اجتماعي عاصف وأدّيت دوراً في المعارك السياسية التي خيضت حول معنى أمريكا ودورها في العالم.‏

لقد اختصرت هيلاري في هذا القول جزءاً كبيرا من سيرتها الذاتية وتوجهاتها الفكرية والايديولوجية التي تراكمت عبر رحلة بدأت منذ الولادة في 26 تشرين الأول 1947م.‏

والدها كان مثالها الأول (لقد كان والدي من الجيل الذي آمن بالإمكانات غير المحددة التي تتمتع بها أمريكا وكانت قيمها متأصلة في تجربة العيش في أزمة الكساد الكبير, آمنا بالعمل الشاق وليس بالميزات, بالاعتماد على الذات وليس بإطلاق العنان للرغبات والانغماس فيها).‏

> في ميدان السياسة‏

تعترف هيلاري أن صديقتها لاعبة التنس (بلي جان كينغ) دفعتها إلى خوض انتخابات مجلس الشيوخ وفي سنة 1999 تلقت دعماً من الأب تريبو وقد أصبح صديقاً لها وكتب إليها رسالة يقول فيها: عزيزتي هيلاري أريد أن أخبرك بما كنت أخبر به تلامذتي مدة خمسين عاماً: إن السؤال الذي سيسأله الله ليس الوصايا العشر, بل إنه سيسأل كّلاً منا السؤال التالي: ماذا فعلت بالوقت والمواهب التي منحتها لك? ترشحي هيلاري ترشحي! سترافقك صلواتي على طول الخط.‏

ترشحت هيلاري وكانت حملتها كما تقول انغماساً في تاريخ الولاية التي يقطنها الأمريكيون الأصليون من قبائل اتحاد الايروكوا في الأجزاء الشرقية لأمريكا, حيث أثر التزامهم بالمبادئ الديمقراطية على تفكير المؤسسين لم تكن الحملة الانتخابية هينة فقد ارتكبت عدداً من الأخطاء وبخاصة في البداية علماً أن الأخطاء في السياسة النيويوركية لا تمحى بسهولة.‏

> طلب الغفران من »إسرائيل«.‏

كانت هيلاري تحسب خطواتها منذ البداية وتعمل على إرضاء اللوبي اليهودي وتشير في مذكراتها إلى أن أسوأ حادثة في حياتها كانت (أثناء زيارتي الرسمية لإسرائيل) في خريف سنة 1999 م عندما حضرت بصفتي السيدة الأولى احتفالاً مع سهى عرفات تحدثت السيدة عرفات قبلي باللغة العربية لم نسمع ملاحظتها (الشنيعة) التي تشير إلى استعمال »إسرائيل« الغاز السام للسيطرة على الفلسطينيين شعر كثير من الناخبين اليهود بغضب مبرر من تعليقات سهى عرفات وبخيبة الأمل من أنني لم أنتهز الفرصة لاستنكار ملاحظاتها تغلبت حملتي الانتخابية أخيراً على الآثار السلبية لهذه الزلّة ولكنني تعلمت درساً قاسياً عن مخاطر دمج دوري في الساحة الدبلوماسية الدولية بتعقيدات السياسة المحلية في نيويورك.‏

> ماذا في الجعبة?‏

(مالا تتعلمه من أمك, تتعلمه من العالم) قول يعجب هيلاري وتردده باستمرار ولكن هل ستعمل به هل ستتعلم من أخطاء الدبلوماسية الأمريكية التي اعتمدت لغة البوارج والطائرات.. هيلاري بنت شبكة علاقة واسعة مع منظمات تعمل ضد القضايا العربية وهي لم تحتمل أن تنتقد »إسرائيل« لاستعمالها الغاز السام ضد الأطفال العرب فهل يبقى الرهان على التغيير عند الآخر أم على شعار الحملات الانتخابية هو مجرد طريق إلى البيت الأبيض وهيلاري في وزارة الخارجية دليل على ذلك (أولبرايت, كونداليزا, هيلاري) ثلاث وزيرات في الخارجية الأمريكية هل ستختلف الأدوات ?

About this publication