The Last Stop: Obama’s Infatuation with Israel

<--

المحطة الاخيرة : افتتان اوباما باسرائيل..،، راكان المجالي

استكمالاً لما لاحظناه امس من تنامي خط بياني صاعد في السياسات الامريكية تجاه دعم اسرائيل وتبنيها واحتضانها وازدياد الانحياز لها ، فان الكثيرين من الذين لديهم قناعة انه لن يأتي رئيس اكثر التصاقاً باسرائيل من الرئيس بوش واصحاب القرار في ادارته من جماعة اليمين المحافظ المتصهينة ، لكن يمكن الاستنتاج ان اندفاعة بوش في خدمة المشروع الصهيوني هي مرحلة من مراحل تطور الدعم الامريكي لاسرائيل خلال 60 عاماً ، فكل ادارة كانت تبني مدماكاً اضافياً في بنيان العلاقة الامريكية الاسرائيلية ، وكل ادارة عبرت عن ذلك بطريقتها في اضافة دعم نوعي لاسرائيل،،

وقد يكون صحيحاً التقييم الذي يجمع عليه العالم اليوم بما في ذلك الناس في منطقتنا بان ادارة بوش هي الاسوأ في تاريخ امريكا ، والاكثر شروراً ، وان طروحات الرئيس المنتخب اوباما الاخلاقية والانسانية تحمل بشائر التغيير داخل امريكا ابتداء التي تضررت مثل غيرها من بقية العالم من سياسات بوش وآخر مآسيها الانهيار المالي الذي هز امريكا وزلزل العالم ، كما ان ما يعلنه اوباما من تجاوز القطبية الاحادية واعتماد المشاركة والتعددية في السياسة الدولية ووقف نزيف الحروب كل ذلك يمثل تمايزاً عن سياسات جورج بوش الابن.

لكن الحقيقة هي ان سياسات باراك اوباما تجاه القضية الفلسطينية ستكون اسوأ من سياسات بوش ، وأرجو ان لا يُفهم انني اتشبث برأيي ونظريتي بأن كل ادارة جديدة في تاريخ امريكا هي اسوأ من سابقتها ، وان كل رئيس جديد يبتدع سياسات اجرامية نوعية لاستكمال تصفية القضية الفلسطينية ، ومن حق البعض ان يطالب بان لا نستبق الامور ويجادلوا بضرورة الانتظار للتعرف على نوعية السياسات التي ستطبقها الادارة القادمة بشأن فلسطين وهذا قد يكون صحيحاً لولا ان سياسات اوباما وتوجهاته باتت معلنة وصريحة بالانحياز الكلي لاسرائيل ، وهذا لا يمنع من ان نأمل بانه لن يطبق كل ما يقوله ويؤمن به تجاه اسرائيل.

اما بالنسبة لنا فان من العقل والواقعية والحكمة ان نقرأ بتمعن افكاره ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية وأورد فيما يلي بعض اقواله المحددة والصريحة بدون تعليق او مناقشة.

يقول اوباما: «لقد كنت اقول دائماً ولو على سبيل المزاح احياناً ، ان شخصيتي الفكرية هي حصيلة تفاعلي مع الاساتذة الجامعيين اليهود ، وابرز المفكرين اليهود الذين أعجبت بهم فيليب روث وليون يوريس ، وعندما توسع افقي السياسي ادركت ان الفكر الذي انطلق منه في كل مرة افكر فيها في الشرق الاوسط هو تعلقي الكبير وتعاطفي العميق مع اسرائيل ، انني ادرك الآلام التي عاناها الشعب اليهودي ، وادرك اكثر اهمية ان يعود اليهود الى ارض الميعاد التي يحلمون بها والى تراثهم الحقيقي ، وكل هذا يتقاطع مع القرار الافروامريكي.

بوضوح اكثر اقول ان فكرة اسرائيل ووجودها مهمة جدا بالنسبة لي شخصياً ، لان هذا الوجود يتقاطع مع تكويني كمهاجر يبحث عن جذوره ، افكر هنا بالمهاجرين الافارقة الذين قصدوا هذه الارض التي اسمها الولايات المتحدة وعملوا على ازدهارها وأحد الامور الذي لفتني عندما زرت اسرائيل النهضة التي حققتها والطموحات التي يتلاقى عليها الاسرائيليون ، وفريق العمل الذي يتعاون معي يأخذ علي انني أشدد على الجانب الاخلاقي في السياسة ، واعتقد انني تعلمت من الفكر اليهودي ان علينا ان نأخذ الجوانب الاخلاقية في الاعتبار ، واذا انتم قرأتم كتاباتي فلا شك انكم تلحظون ان التزامي تجاه اسرائيل ليس سياسياً فقط وانما هو شخصي واخلاقي ايضا ، وهو ليس مناورة سياسية في اي حال.

خلال مسيرتي في شيكاغو كنت احياناً موضع انتقاد من الجالية الافريقية لانني كنت قريباً جداً من اليهود ، وعندما ترشحت لعضوية الكونجرس ادركت ان اصدقائي جميعاً كانوا من اليهود ، وعندما بدأت حياتي السياسية فعلاً كان منظمو حملتي من اليهود ، ومع اليهود اشعر انني مع نفسي».

لا اريد ان استرسل بالاستشهاد بالنصوص الحرفية لاقوال اوباما وافتتانه باليهود وانحيازه المطلق لاسرائيل ، واترك الكثير من اقواله لنتوقف عنده في مقالات قادمة لانني لا اريد «ان اسم بدنكم نهار هالعيد» وان اترك فسحة فردية لقول «كل عام وانتم بخير»)

Date : 08-12-2008

About this publication