Obama Hope

Edited by Louis Standish       

<--

الأمل في أوباما

لم تترك فترة الرئيس الأمريكي جورج بوش لأي عربي أن يتفاءل أو يعشم خيراً بعد ما رأى وسمع من مبادرات وتحركات لم تكن حصيلتها إلا سراباً وراءه سراب. فقد كانت إدارة بوش كثيرة الوعود قليلة الإيفاء، ليس لأنها لا تستطيع أن تفرض حلاً إذا أرادت، إنما استكثرت الحل على العرب الذين قدموا لها كل مساعدة ودعم وعون بأمل أن يقابله عدل بإعادة الحقوق إلى الشعب الفلسطيني.

ولكن الدعم قابله جحود ونكران ومكر وخداع. فقد (تملصت) الإدارة الأمريكية الحالية من وعودها فلا دولة فلسطينية قامت ولا حل طبق، فقط تصريحات مخدرة ووعود مضللة.

فقد تفاءل العرب بالمبادرة الأمريكية ثم بمؤتمر (أنابوليس )، ولكن لا هذا ولا ذاك سارا خطوة واحدة تجاه وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ناهيك عن إقامة دولة مستقلة ذات سيادة.

الاَن أصبحت إدارة بوش في خبر كان. ولم يعد أحد يستمع إلى تصريحات بوش أو مطالعة صورته في وسائل الإعلام، لأنه لم يعد صاحب كلمة ولا قرار.

الأنظار تلتفت إلى خلفه باراك أوباما الذي لم يترك ساعة واحدة كي يتفاءل به الفلسطينيون، فقد سارع بتعيين (إسرائيلي) في منصب مهم في البيت الأبيض ، وكان ذلك أول خطوة يخطوها اوباما نحو المسؤولية. فكان التعيين بمثابة لطمة في وجه الفلسطينيين الذين اظهرت استطلاعات الرأي اجرتها مؤسسة يهودية بأنهم غير متفائلين كثيرا بمجيء اوباما.

فنحو 58 في المائة من الفلسطينيين يعتقدون أن انتخاب اوباما لن يبدل شيئاً، مقارنة بالإدارة الحالية المنتهية ولايتها في 20 يناير المقبل. من أين جاء هذا التشاؤم. . ؟ بالتأكيد من تجربة طويلة مع السياسات الأمريكية التي لم تنصف يوماً ما الفلسطينيين ولا العرب، فكانت تلك السياسات، كلها تقريباً، في خدمة إسرائيل علماً بأن العرب قدموا ويقدمون للولايات المتحدة خدمات جليلة بدءاً من المساندة إلى التحالف ضد عدو مشترك وفي معظم الأحيان عدو غير مشترك. ولكن لم يحدث أن عدلت أمريكا تجاه العرب ضد عدو يغتصب الأرض ويحتل الوطن ويخرب الحاضر ويدمر المستقبل. ليس مطلوباً من واشنطن أن تقف مع العرب ظالمين، إنما المطلوب أن تقف معهم مظلومين، خاصة وهي تتخذ مواقف حادة تجاه كثير من القضايا التي تقل أهمية عن قضية فلسطين.

ورغم تلك السياسات التي لا تزرع تفاؤلاً ولا تبقي أملاً، إلا أن شعار التغيير الذي طرحه الرئيس المنتخب باراك اوباما قد يشمل تعديلاً وتغييراً في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. فعلينا أن نتفاءل حتى يحدث العكس ، لأن التشاؤم الاَن يمكن أن نبني عليه موقفاً وخطاباً قد لا يساعد اوباما على اتخاذ أي خطوة جريئة في اتجاه انصاف الفلسطينيين.

فلنترك له مساحة من الزمن كي يقدر بصورة صحيحة، ولكن قبل ذلك علينا أن نعالج انقساماتنا ونوحد صفوفنا ونتفق على خطاب واحد يهدف إلى تحرير فلسطين من قبضة المغتصبين، ويعيد الحقوق للفلسطينيين.

فإذا حدث ذلك فإن اوباما وطاقمه أو غيرهم من المسؤولين سوف يحترمون كلمتنا ويقدرون موقفنا ويمنحونه كل اعتبار.

About this publication