Will Obama Be the Worst President Ever For the Arabs!?

<--

المحطة الأخيرة: هل يكون اوباما الرئيس الاخطر والاسوأ!! * راكان المجالي

عندما نتوقف عند اقوال الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما التي تؤكد تشيعه لاسرائيل وايمانه بها الى حد تقديس كل ممارساتها وتبريرها ، فاننا نتوقف عند امر يعنينا كعرب مباشرة لأنه مؤشر على مرحلة أعمق خطورة واشد ضررا وابلغ اثرا واكثر خبثا وتضليلا لان الرئيس اوباما سيدخل البيت الابيض ، وهو يلبس قناعا انسانيا اخلاقيا ، وكلنا وكل الناس وانا أولهم لا نملك الا ان نعجب بطروحاته الداعية لاستعادة امريكا لوجهها باعادة قيمها التي اغتالتها المادية المتوحشة وغطرسة القوة والثروة ، وكل ما قاله اوباما من اجل تجاوز امريكا لحالة الطغيان والعدائية هو كلام لا يمكن الا ان يتقبله كل العالم ، كما ان الدعوة للاصلاح والتغيير امريكيا وعالميا على قاعدة المساواة والتعددية الدولية هي دعوة لامست قلوب كل الشعوب ابتداء من امريكا وذلك بما حملته عناوين دعوته من ايحاءات بأنها لخير امريكا والبشرية جمعاء،

ولكن رغم بريق شعارات اوباما التي خطفت الأبصار وسحرت العقول الا انه كان يجدر ان يتذكر ولو سياسيا واحدا او كاتبا فردا في امريكا وفي هذا العالم ان دعوة اوباما للاصلاح والتغيير هي شبهه بالدعوة التي اطلقها الرئيس السوفياتي الاسبق غورباتشوف في اواخر عقد الثمانينات تحت نفس العنوان التغيير والاصلاح «البروسترويكا» والتي كانت صناعة صهيونية خادعة ادت الى انهيار الاتحاد السوفياتي ، واختلال معادلة موازين القوى الدولية التي ادت تداعياتها الى كارثة استباحة امريكا للعالم والانفرادية،،

على كل حال لا نتمنى ان تكون هنالك مؤامرة صهيونية تُلحق بامريكا والغرب ما الحقته المؤامرة السابقة التي هدمت الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي،،

ونعود لموضوعنا لننبه الى أنه حتى لو صحت كل وعود بوش بالنسبة لامريكا والعالم الا انه بالنسبة للقضية الفلسطينية يمثل حلقة اكثر سوادا في اطار القول: «كلما دخلت أمة لعنت اختها» ، ولذلك كلما جاء رئيس امريكي جديد فانه يشكل لعنة جديدة على فلسطين ويجترح سياسات نوعية اضافية لمواكبة تطور الحلم الصهيوني.

وكما اشرنا فانه يمكن ان نلاحظ انه منذ روزفلت الديمقراطي حتى اوباما الديمقراطي فان دعم وتبني اسرائيل كان في ازدياد ، وكما اشرنا فانه رغم ولادة اسرائيل على يد روزفلت الا ان ا كبر رموز ادارته كانت متحفظة على فكرة وجود اسرائيل والعدوانية العنصرية الصهيونية ، وبعد روزفلت الديمقراطي جاء كيندي الديمقراطي الذي كرس الدعم الديمقراطي لاسرائيل لكنه كان مهتما باسترضاء العرب ، اما كارتر فقد كان في السباق الديمقراطي اكثر اندفاعا مع اسرائيل. كان كارتر بطل توقيع اتفاقية كامب ديفيد المصرية الاسرائيلية ، لكنه كان يراعي خاطر العرب ، اما كلينتون الديمقراطي فقد كانت غالبية ادارته من الصهاينة وكان صاحب خطوات عريضة في خدمة اسرائيل..

امّا تطور المواقف الجمهورية فيجدر ان نذكر ان الرئيس ايزنهاور هو الذي فرض على اسرائيل في العام 1956 الانسحاب من سيناء وغزة ولما جاء نيكسون كان اكثر اندفاعا مع اسرائيل لكنه حاول من خلال مؤتمر دولي تبني فكرة حل عادل وشامل ، وجاء ريغان بعده باندفاعة اسرع في خدمة اسرائيل ، ثم كان بوش الاب الذي كان حلقة اكثر فعالية في تطور الموقف الجمهوري من المشروع الصهيوني ، اما بوش الابن فقد كان صنيعة صهيونية وبات مؤكدا انه وصل للبيت الابيض عبر صفقة وليس عبر الانتخاب،، ولا يحتاج الامر الى تأكيد انه كان الاسوأ.

وقد عدنا لذكر بعض التفاصيل لنستنتج ان اوباما لم يصل بموجب صفقة في اللحظة الاخيرة كما حدث مع بوش ، ولكنه شخص كما يبدو قد ولد سياسيا على يد اليهود وتبنوه لمواصفاته الفريدة كأسود وابن لرجل مسلم يحمل اسما عربيا كما انه مبرمج لهذه المرحلة ليحمل شعارات انسانية واخلاقية ويرفع لواء التغيير والاصلاح ، وهو شخص تمت برمجته وصناعته ليتمتع بشعبية واسعة في امريكا وليكون ايضا موضع قبول واعجاب العالم بما فيه نحن ، وهو بهذه الصفات وقدرته على اضفاء بعد انساني واخلاقي على توجهاته وبرامجه وخططه السياسية قادر على ان يخدم اسرائيل اكثر ، ولذلك فهو الاقدر على ان تشكل ادارته القادمة مرحلة جديدة اسوأ واخبث عبر اندفاعة اضافية لتصفية القضية الفلسطينية. والله أعلم.

التاريخ : 11-12-2008

About this publication