خلال زيارته الأخيرة للعراق قبل توديعه البيت الأبيض ، تلقى بوش العقاب على غزوه لهذا البلد العربي ، ولكنه جاء بشكل مهين لا يتصوره أحد، والمقصود هنا ضربه بـ” الحذاء” ، فما أن بادر بوش بمصافحة حليفه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقر إقامة الأخير ، إلا وفوجيء الحاضرون بمراسل قناة “البغدادية” الصحفى العراقي منتظر الزيدى وهو يرشق حذائه باتجاه الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته وينعته بـ “الكلب” ، قائلا :”هذه قبلة الوداع يا كلب”.
وأخطأ الحذاء رأس بوش بنحو 5و4 أمتار وأصاب جدارا خلفه وحاول الرئيس الأمريكي التقليل من وطأة إهانته قائلا :” “لقد قام بذلك من أجل لفت الانتباه إليه ، لم أشعر بأدنى تهديد ، كل ما أذكره أن مقاس رجله 10” ، هذا فيما أصاب التوتر المالكي بعد أن حاول صد الحذاء عن بوش ، وقام مسئولون أمنيون عراقيون وضباط أمريكيون بزي مدني بسحب الصحفي وهو يقاوم ويصرخ واقتادوه خارج القاعة التي كانت تشهد المؤتمر الصحفي بين بوش والمالكي .
ويبلغ الزيدي 29 عاما وكان قد تعرض للخطف لمدة أسبوع في نوفمبر 2007 ويمول قناة البغدادية التي يعمل بها رجال أعمال وإعلاميون عراقيون معارضون للاحتلال الأمريكي ، ويعتبر تصرف مراسل تلك الفضائية العراقية بمثابة رسالة من أبناء العراق بأنهم لن يغفروا لبوش جريمته الكبرى عندما قام بغزو بلادهم ، كما أنها تدحض كل المزاعم التي رددها الرئيس الأمريكي قبل الغزو حول أنه سيستقبل بالورود في العراق ،ويبقى الأمر الأهم ألا وهو أن العراقيين لن يقبلوا بأي حال من الأحوال تداعيات الاحتلال ، فالإهانة كانت أيضا رسالة لبوش بأن الاتفاقية الأمنية التي وقعها مع حكومة المالكي لن تصبح أمرا واقعا ولن يهنأ الاحتلال بالبقاء في العراق تحت مسميات جديدة.
لقد جاءت زيارة بوش المفاجئة للعراق يوم الأحد الموافق 14 ديسمبر في إطار احتفاله بما تم التوصل له إزاء الاتفاقية الأمنية التي تنظم وجود القوات الأمريكية في العراق خلال السنوات الثلاث المقبلة والتي كان يعتبرها بمثابة إنجاز يغطى على فشله هناك وهو يغادر الرئاسة ، إلا أن الحذاء كان له بالمرصاد ، مؤكدا حقيقة أن الجزاء من جنس العمل وأن بوش لابد أن يدفع ثمن جرائمه ضد العراقيين.
وكان بوش قد وصل إلى بغداد في زيارة غير معلنة هي الرابعة له والأخيرة كرئيس قبل تسليمه زمام السلطة لخلفه الرئيس المنتخب باراك أوباما في العشرين من الشهر المقبل.
وحطت الطائرة الرئاسية التي أقلت بوش في مطار بغداد الدولي ومن ثم نقلت مروحية الرئيس الأمريكي إلى المنطقة الخضراء حيث كان في استقباله نظيره العراقي جلال الطالباني ، ثم التقى بعد ذلك مع المالكي.
وأفادت مصادر البيت الأبيض أن زيارة بوش المفاجئة جاءت للاحتفال بما تم التوصل له إزاء اتفاقية إطار العمل الإستراتيجي والاتفاقية التي تنظم وجود القوات الأمريكية في العراق بعد انتهاء التفويض الممنوح لها من الأمم المتحدة في نهاية ديسمبر 2008
ورغم أنه كان يعول على الاتفاقية لتحسين صورته في عيون الأمريكيين ، إلا أن هذا لم يحدث ، حيث وصفته مجلة “التايم” الأمريكية بأنه أضعف رئيس أمريكي وأكثرهم عدم كفاءة ، موضحة أنه أوشك على مغادرة البيت الأبيض في الوقت الذي لم يترك سوى ملفًا مليئا بعدم الكفاءة وعجز الإدارة مما يثير العجب.
وأضافت ” المتعارف هو أن الصحافة تتعامل بلطف مع الرئيس الذي يتولي مهامه أو يودعها إلا أن أداء بوش لم يترك مجالا سوى إبداء الأسف ، خاصة لو أخذنا بعين الاعتبار الصورة التي التقطها خلال اجتماع التعاون الاقتصادي الآسيوي والمحيط الهادي حيث كان وحيدا ولايرغب أحد النظر إليه”.
وتابعت المجلة “لقد كان بوش شاحب الوجه ومن كان ينظر إلى وجهه يدرك جيدا بأنه واجه فترة صعبة خلال إدارته ، في حين أن الأمريكان لا يريدون رؤية رئيسهم بمثل هذه الحالة”.
واختتمت قائلة إن هناك الكثير من الوثائق والأدلة الدامغة على أنه رئيس ضعيف وغير كفوء ، مشيرة إلى أدائه الاقتصادي الضعيف وأخطائه في العراق وأفغانستان وفيما يسمى بالحرب على الإرهاب.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.