The Last Stop:The American CollapseThat We Don’t Wish for…

<--

المحطة الاخيرة: انهيار امريكا الذي لا نتمناه..!! * راكان المجالي

كثيرون شمتوا وتشفوا بسقوط الاتحاد السوفيتي وشاركوا الغرب الرأسمالي فرحته بانهيار المعسكر الاشتراكي ، لكن الايام اثبتت ان القطبية الثنائية التي ولدت بعد الحرب العالمية الثانية كانت عنصر توازن الى حد ما في العلاقات الدولية ، ويرى العالم اليوم ان انفلات قوة امريكا كقطب اوحد قد ارهقت العالم بما في ذلك امريكا.. ومع ذلك فاننا لا نتمنى ان تنهار امريكا برغم شرورها الدامية والتدميرية تجاه امتنا ، ونعتقد ان انهيار امريكا سيتسبب في ارباك العالم وسيكون مقدمة لانهيارات تشمل كل انحاء الارض ، وقياسا على تداعيات الانهيار المالي وتأثيراتها فان انهيار امريكا الكامل سيكون اكثر مأساوية ودمارا.

وقد بدأ الامريكيون يشعرون قبل اكثر من عام بان الحلم الامبراطوري قد تحول الى كابوس ، وبدأت فرملة جنون ادارة بوش عبر خطوات وتحركات عديدة ابرزها تشكيل لجنة بيكر – هاملتون وتوصياتها الـ 79 .

واستميحكم العذر بان اعبر عن شكوكي وريبتي من كل المتغيرات الامريكية وذروتها الانتخابات الرئاسية التي كانت في بعض جوانب ايحاءاتها تعبر عن انقلاب سياسي شامل خاصة انها انطلقت من حالة ذعر وردود فعل وتنطوي كذلك على معطيات غامضة ، وتبرز على السطح عبر شعارات براقة على لسان الرئيس المنتخب بالتأكيد على ان امريكا هي: «بلد قوة الفكر والقيم وليس بلد القوة العسكرية والقوة المالية» وما اخشاه هو ان يكون الخراب قد بدأ يتوالد كالسرطان داخل المجتمع الامريكي بما يتجاوز الازمة المالية المتفاقمة المستشرية والتي لا يخفى انها ستزداد كارثية في السنوات القادمة.

عندما اجرت مؤسسات استطلاع متخصصة استفتاء حول العالم عن شعبية بوش وماكين قبل الانتخابات الرئاسية صوت %80 من الناس لصالح اوباما وصوت %20 لصالح ماكين. المفارقة ان اكثر الذين صوتوا لماكين من منطقتنا والعالم اجابوا عندما سئلوا لماذا صوتوا لماكين قالوا: انهم صوتوا لماكين لانهم يأملون ان تكون نهاية امريكا على يده وان يستمر في تنفيذ سياسات بوش للاجهاز على امريكا وفي ذلك وحسب رأيهم هو خير للعالم وللانسانية.. وهذا الكلام كما تلاحظون يعكس فعليا مرارات وقهر الشعوب من الطغيان والاستكبار الامريكي واستباحة الاوطان وكرامات الامم وانتهاك حرياتها التي باتت هي العنوان الوحيد لسياسات امريكا ومنذ زمن طويل لكنها تبلورت بشكل همجي عبر اندفاعة 8 سنوات لادارة بوش التي الحقت الاذى والضرر بالعالم بما فيه امريكا المهددة بالانهيار،،

واذا ما تجاوزنا الاستنتاج بان ما حدث في امريكا يؤشر على خطر تحلل امريكا من الداخل فانه لا يمكن تجاهل ان يكون توسيع الحرب الامريكية على افغانستان وارسال قوات جديدة ووهم النجاح في عملية «جز الرقبة» ستفلح ، ومع تذكر هزيمة بريطانيا في افغانستان وبعدها الاتحاد السوفيتي الدولة الحدودية المحاذية لافغانستان .. مع تذكر هزيمة كل من احتل افغانستان ، وبداية نهايته من افغانستان نؤكد ان امريكا لن تكون استثناء.

وليس سرا ان زيادة القوات الامريكية والتوسع في الحرب في افغانستان ستكون كارثة وهي فكرة الرئيس المنتخب اوباما والتي يتحمس لتنفيذها وزير دفاعه غيتس وهو نفسه وزير دفاع بوش واذا كان اوباما يريد ان : «يكسر عصاته من اول غزواته» فان غزوة افغانستان ستكون بداية انهيار لا نتمناه لامريكا وذلك حديث اخر.

التاريخ : 23-12-2008

About this publication