A Salute To Carter

edited by Lauren Abuouf

<--

سلام كارتر

لعلنا نستفيد من تجربة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي تعرض لحملة إسرائيلية ويهودية بعد إصداره كتابه فلسطين‏..‏ السلام وليس الفصل العنصري‏.‏ فقد ذاق الأمرين عندما ربط بين نظام الابارتيد الذي كان معمولا به في جنوب إفريقيا والفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة‏.‏

فكارتر برغم حيثيته كرئيس أسبق لأمريكا ورجل سلام مشهود له بالنزاهة والحياد‏,‏ قد ارتكب خطأ لا يغتفر بهذه الحقيقة المذهلة‏,‏ رغم اعترافه هو نفسه بأنه كأمريكي يتماثل مع العبرانيين والإسرائيليين‏.‏

موقف كارتر الشجاع جعله يعترف أيضا بحقيقة لا يقرها رؤساء أمريكا علي الإطلاق برغم أنها واضحة كعين الشمس‏,‏ وهي أن اللجنة الأمريكية ـ الإسرائيلية المعروفة باسم ايباك تمارس ضغوطا شديدة ضد أي تقارب متوازن للحقائق بين الفلسطينيين والإسرائيليين‏,‏ وأن أي عضو مجلس شيوخ ـ سناتور ـ يحاول اتخاذ مواقف متزنة بين فلسطين وإسرائيل أو أن يقترح علي إسرائيل الإذعان للقانون الدولي أو أن يدافع عن الحقوق الفلسطينية‏,‏ يكون مصيره الانتحار السياسي لأنه لن يعاد انتخابه‏.‏

المهم أن كارتر قالها وبصراحة‏:‏ فإنه نتيجة لضغوط الإيباك‏,‏ لم تكن هناك أي محادثات سلام جادة جرت‏,‏ ولن تكون بطبيعة الحال إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن‏.‏

انتهي كلام كارتر واعترافاته الخطيرة‏,‏ ومبعث أهميتها أنها تأتي علي لسان شخص مسئول ولم يكذب وارتبط بالحقيقة وقالها برغم علمه بالنتائج الوخيمة لصراحته‏,‏ والإسرائيليون هاجموه ونسوا فضائله عليهم واقراره بتقديم معونات اقتصادية وعسكرية تبلغ‏3.2‏ مليار دولار سنويا بعد توقيع السلام بين مصر وإسرائيل التي وفرت علي الإسرائيليين مئات المليارات من الدولارات التي كانت تنفقها علي التسلح وأمن الحدود مع مصر‏.‏

وها قد عاد كارتر الآن بعدما زار دمشق والتقي الرئيس السوري بشار الأسد يتحدث عن السلام من جديد‏..‏ ولكنه سلام سوري ـ إسرائيلي‏,‏ وليس سلاما فلسطينيا ـ إسرائيليا كما كان يتمني‏,‏ لينتهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية‏.‏

ونعلم أن السوريين يريدون سلاما حقيقيا يعيد لهم جولانهم المحتل‏,‏ والأهم من الجولان هو مياه بحيرة طبريا‏,‏ لأنه في منتصف التسعينيات دارت أحاديث طويلة عن استعداد إسرائيل للتنازل عن الجولان‏,‏ ولكنها رفضت الإذعان لأمنية الرئيس الأسد الأب الخاصة بالسباحة في مياه طبريا‏.‏

كارتر رئيس أمريكي يستحق التقدير والاستماع إليه لأنه انسان محترم‏.‏

About this publication