Get the HellOut of Here!

edited by Lauren Abuouf

<--

يحتاج الرئيس بوش إلي إجازة مفتوحة من الآن وحتي موعد رحيله في‏20‏ يناير المقبل‏..‏ استمراره في ممارسة مهام وهمية لا قيمة لها تسيء اليه وإلي دولته‏..‏ ذهب الي بيرو الشهر الماضي لحضور قمة ابيك مع الزعماء الأسيويين‏,‏ فلم يأبه أحد لوجوده أو لما قاله‏..‏ شاهدناه بإحدي صور القمة وحيدا حائرا بنفسه‏,‏ فاقدا للطاقة والحيوية وبدا فعلا كبطة عرجاء‏..‏ وكان من المفترض أن تكون هذه هي زيارته الأخيرة للخارج‏..‏ فتري من من مستشاريه الفاشلين أوحي له بالتوجه سرا ومتخفيا للعراق وأفغانستان لتوديع الدولتين اللتين إنهارتا‏

‏وتعانيان الأمرين بفعل سياساته الكارثية؟ هل اشتاق لتصدر العناوين الرئيسية بالصحف‏,‏ هل ذهب للاحتفال بنصر كاذب‏,‏ أم باتفاقية أمنية يتشكك فيها العراقيون‏,‏ أم بديمقراطية وحرية لم تجلبا سوي الفوضي والموت والدمار؟ لقد ذهب بوش فجأة للعراق ليدافع بكل قوته عن حرب قضت علي نصف مليون عراقي ثم يعلن هناك أن الحرب لم تنته بعد‏,‏ ومازال هناك عمل يجب إنجازه ـ فجر بركانا من الغضب والكراهية والاستفزاز ثم التعبير عنه بشكل يصعب إدانته بعد أن أجمع الرأي العام العربي علي اعتباره نصرا مذهلا للعراق ولكل العرب‏..‏

ولكن ألا نعرف أن الضرب في الميت حرام؟ فمن قال لبوش أن أحدا بالعراق يريد رؤيته أو توديعه‏,‏ أو يشعر بالامتنان لما ارتكبه من جرائم حرب يستحق عليها المحاكمة؟ من حسن حظه أن جنوده الذين زارهم بعد ذلك في معسكر النصر لم يتجرأوا عليه حينما كرر أكاذيبه واتهم صدام بأنه المسئول عن الغزو الأمريكي للعراق‏,‏ وأن الغزو والحرب كانا ضروريين لمحاربة الارهاب‏,‏ كان يتعين عليه في هذه المناسبة أن يعبر عن أسفه وندمه‏,‏ ليس لأخطاء المخابرات التي زعمت امتلاك صدام لأسلحة دمار‏,‏ وإنما لأخطائه وأكاذيبه هو وجماعته الحاكمة‏..‏

ومن حسن حظه أيضا أن أحدا لم يطلق عليه النار خلال زيارته التالية لأفغانستان‏,‏ حينما تحدث عن الديمقراطية الشابة التي تنمو هناك‏,‏ أية ديمقراطية هذه التي تنمو وسط موجة من العنف والفوضي غير المسبوقة؟‏..‏ والآن عليه أن يذهب الي بيته الأبيض المؤقت ولا يخرج منه ثانية‏..‏ لا يريد أحد وداعه‏..‏ والأمريكيون أنفسهم لا يريدون رؤيته لما جلبه عليهم من عار‏.‏

About this publication