How the New Administration Views Iraq’s Future

Edited by Louis Standish

<--

مستقبل العراق كما تراه الإدارة الأميركية الجديدة

كتابات – رضا عبود

بعيدا عن المهاترات الكلامية ومفردات السباب والشتائم وعبارات الانفعال والتوتر التي يتحدث بها بعض كتّاب وكاتبات “كتابات” – وهم في هذا لا يختلفون عن الردّاحين في موقع “براثا”- لا بد من التأكيد على إن مستقبل العراق لا يكون مضمونا إلا باتفاق آراء العراقيين، فالعراق لا تمثله مجموعة من العملاء الإيرانيين وخدم المحتل، حتى لو وصل هؤلاء إلى مجلس البرلمان بطرق غير شرعية لا جدال فيها، ولا يملكه أصحاب العقد ومركبات النقص والأمية.

انتهى حكم نظام صدام حسين باحتلال غاشم حطّم كل ما بنته الدولة العراقية طيلة عقود من قيامها، ولن يغفر التاريخ للبيت الأبيض جريمته في تدمير بلد يبعد عن الولايات المتحدة آلاف الأميال لم يشكل لها يوما مصدر تهديد مسلح أو أيديولوجي ولم يملك رؤوسا نووية ولا حتى أسلحة دمار شامل التي افتضحت أكذوبة وجودها ثم اتخاذها مبررا للعدوان. ولو لم تنجح المقاومة الوطنية في زعزعة قوى الاحتلال وتكبيده خسائر مادية وبشرية فادحة، لعرف العالم نمطا جديدا من التحالفات العسكرية يمكن للدول القوية تطبيقه لتدمير بلدان أخرى، ولولا المقاومة الشجاعة لصدق حلم جون ماكين ووعده في 15 تموز الماضي “كنت أقول دائما بأننا (القوات الأميركية) سنعود إلى الوطن بشرف ونصر وليس من خلال جدول انسحاب”.

على الرغم من محاولات تشويهها من خلال عمليات التفجير التي طالت الأبرياء في الأسواق والشوارع والمقاهي والتي وقفت وراءها مجموعات مدربة خاصة من الأميركيين لإثارة الفتنة، ومن الإيرانيين لزيادة نفوذهم، ومن الإسلاميين المتطرفين من جماعة دمية أميركا ابن لادن ( كان غيتس وزير الحرب الأميركي أحد المؤيدين لدعم ابن لادن في زمن الرئيس كارتر)، فالمقاومة العراقية البطلة هي وحدها من أبقت احتراما للعراقيين في العالم.

مستقبل العراق لا يصنعه أولئك المحفوفون بأفراد الحماية والمصغون لمديح شرذمة “المستشارين” وخطباء المساجد والحسينيات أو أولئك المساكين الذين يسمون أنفسهم خبراء في السياسة وفي الإعلام وفلسفة الإعلام، فصدّق “الزعماء الجدد” أوهامهم من أن العراقيين سيبذلون دماءهم رخيصة من أجلهم.

في الواقع، ليس هناك “مجلس أعلى” لأن عائلة محسن الحكيم الموغلة في خيانة العراقيين هي المجلس وهي من تتوارث صدارته، أما بقية “المجلس” فهم مافيا التومانات والدولارات وقتلة الأسرى والمشاركين في الحرب على العراق إلى جانب القوات الإيرانية، وانتفت عنهم صفة الإسلام، فكيف يمكن لمن يخون وطنه أن يكون تقيا ورعا؟! وما أقوال المدعو “الدباغ” في محاولته لطمس دور الشهداء العظيم في الدفاع عن الوطن في الحرب مع إيران إلا محاولة لتبيض صفحة العملاء ورفع تهمة الخيانة العظمى عنهم.

حكامنا الجدد يتهربون من مواجهة الحاضر والمستقبل القريب بطرح شعارات أدمنوا عليها منذ أيام “معارضة الفنادق والخنادق”، فلم يختلف الحال عما كانوا ينادون به من “تحرير العراق” وهم في مقرات عمليات الجيش الإيراني أو في دوائر المخابرات في لندن وواشنطن، فهم الآن يزعمون السيادة ويبحثون عن علم آخر- مع أني لا أحبذ العلم القديم مع عبارة “الله أكبر” التي تذكر بواقعة صفين ورفع المصاحف وزمن الغزوات- بينما لا يمكنهم اتخاذ قرار أو تحريك قطعة عسكرية مسلحة بالبنادق فقط من دون موافقة قوة الاحتلال!

المستقبل القريب رسمته الدائرة القريبة من باراك أوباما الرئيس الجديد للولايات المتحدة والخبراء والمحللون السياسيون وأقر به أوباما. وقد لخص المحلل السياسي “كريس توينسنغ” هذا التصور في مقال نشرته مجلة “نيشن” قبل أشهر، ويمكن قراءة المقال كاملا على العنوان التالي (http://www.thenation.com/doc/20080721/toensing ).

يؤكد المقال أن أهم عوامل استقرار العراق هو تحقيق المصالحة الوطنية، وأن الإدارة الجديدة ستضغط على حكومة بغداد (وبالأحرى ستجبرها “إن صح التعبير”) على عقد مؤتمر وطني تحضره جميع الأطراف بما في ذلك “المتمردون” و”الصدريون”، كما أن على الحكومة الأميركية المساهمة في بناء العراق وتعويض العراقيين المتضررين لأن ذلك يؤدي إلى تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم.

لكن هل يرضى “المتمردون” بالجلوس مع عملاء الاحتلال على طاولة واحدة؟

وحدهم “المتمردون” من يملك الجواب ومن يملك مفتاح الاستقرار.

rdhbbt@gmail.com

About this publication