Obama’s TroubleIs With His Friends

edited by Lauren Abuouf

<--

مصيبة اوباما في اصدقائه

رأي القدس

جاء العام الميلادي الجديد حافلا بكل ما هو سيئ بالنسبة الى العالم الغربي، وزعيمته الولايات المتحدة الامريكية، فكل التوقعات الاقتصادية تشير الى استمرار حالة الركود الراهنة، وارتفاع معدلات البطالة، والمزيد من الافلاسات على صعيد الشركات الكبرى والصغرى على حد سواء. بينما لا تبدو الخريطة السياسية افضل حالا، وتنبئ بما هو اخطر.

القوات الغربية لم تحقق نصرا في العراق، رغم كل التقارير المضللة عن تحسن الاحوال، والاحتفالات المزورة باستعادة الحكومة العراقية للسيادة بعد توقيع الاتفاقية الامنية التي تنظم وجود القوات الامريكية، وتحدد موعدا نهائيا بانسحابها في عام 2011. فالهجمات لم تتوقف، والمصالحة الوطنية لم تتحقق، وعمليات السلب والنهب للثروات العراقية تتواصل وبمعدلات قياسية.

ولعل الاختبار الحقيقي للادارة الامريكية الجديدة وحلفائها هو افغانستان، والصعود المتعاظم لحركتي ‘القاعدة’ وطالبان، فلا يمر يوم تقريبا دون وقوع اعداد كبيرة من الضحايا في صفوف قوات حلف الناتو وقوات الامن التابعة لحكومة كابول.

الدول الغربية لم تعد تستخدم تعبير الحرب ضد الارهاب التي رددته طوال السنوات الماضية، واستخدمت هذه الحرب كذريعة لغزو كل من افغانستان والعراق، وتجييش الجيوش، وتشكيل التحالفات، وهذا يشكل اعترافا واضحا بان هذه الحرب فشلت، او لا يمكن كسبها في افضل الاحوال.

الرئيس الامريكي الجديد سيجد ان تنظيم ‘القاعدة’ التي انطلقت هذه الحرب للقضاء عليه عاد الى افغانستان بقوة بعد سبع سنوات من تحطيم بناه التحتية وتشريد قياداته، واعتقال او قتل نسبة كبيرة من اعضائه.

اما حركة ‘طالبان’ التي تباهى الرئيس الحالي جورج دبليو بوش باطاحة حكمها، فقد اصبحت تسيطر على اكثر من ثمانين في المئة من ارض افغانستان، وتوجه ضربات موجعة لقوات حلف الناتو، وترفض كل التوسلات من قبل السيد حامد كرزاي رئيس بلدية كابول للحوار، وتصر على خروج كل القوات الغازية قبل الانخراط في اي مفاوضات تؤدي الى وقف اطلاق النار واستعادة السلطة كما كان عليه الحال قبل الاحتلال الامريكي.

وامام هذه الصورة الاقتصادية والسياسية القاتمة، كان الرئيس الامريكي الجديد اوباما يتوقع من اصدقائه في المنطقة واسرائيل خصوصا ان لا يصعبوا الوضع، وان لا يخلقوا له ملفات متفجرة اخرى، ولكن الحليف الاسرائيلي أوقعه في مأزق كبير، عندما افتعل حربا في قطاع غزة، وارتكب مجازر راح ضحيتها الكثير من الاطفال والمدنيين، وأحرج كل الانظمة العربية المعتدلة، ودمر العملية السلمية وحل الدولتين، وهي العملية التي وعد مستشارو الرئيس بوش بالتركيز عليها، واعطائها دفعات الى الامام، باخراجها من حال التعثر التي تعيشها.

مشكلة الرئيس المقبل لا تنحصر في اعداء بلاده الذين صنعتهم الادارة السابقة، وما اكثرهم، وانما في اصدقائها، فجميعهم اما مثل اسرائيل التي تتعمد الاساءة للغرب ومصالحه في المنطقة، او مثل الانظمة العربية الحاكمة حاليا، وهي انظمة ضربت كل المعدلات القياسية في فسادها ودكتاتوريتها.

About this publication