ان كانت حماس قد ارتكبت خطأها القاتل بإصرارها علي قسمة الصف الفلسطيني بين معتدلين تعتقد أنهم يسايرون الكيان الصهيوني ورؤي الولايات المتحدة, واسلاميين لايرون الحل إلا في تواصل الكفاح المسلح إلي أن يتم استعادة ارض فلسطين التاريخية من البحر إلي النهر, فلقد ارتكب العرب الخطأ ذاته عندما قبلوا القسمة التي فرضها الامريكيون عليهم, إلي معتدلين, لايرون فائدة ترجي من اية مقاومة مسلحة تستهدف إسرائيل, بدعوي ان واشنطن سوف تتكفل وحدها بتمرير التسوية العادلة, ومتطرفين وراءهم إيران يحرضون علي مساندة حماس وحزب الله, همهم الأساسي تعويق جهود التسوية إن لم يدخل في نطاق قدرتهم وشجاعتهم الذهاب إلي خيار الحرب والكفاح المسلح!
لكن الواقع العربي الراهن يؤكد, انه ما من فائدة يمكن ان تتحقق من اي جهود تستهدف انجاز تسوية عادلة للصراع العربي ـ الإسرائيلي ان ظل الفلسطينيون علي انقسامهم يعززونه بانفصال جغرافي عقائدي فصل غزة عن الضفة, او بقي العرب علي شتاتهم عاجزين عن التوحد حول موقف واحد يستثمر امكاناتهم الضخمة علي الاقل, لضمان ان يتحرك مسار التسوية المعطلة نحو اهدافها الصحيحة, تضمن رحيل الاحتلال الإسرائيلي عن الجولان وبقية ارض لبنان وقيام الدولة الفلسطينية مقابل مصالحة عربية شاملة.
وأظن ان الفصل الكامل علي ضوء تاريخ طويل من المماطلة والتسويف بين التفاوض والمقاومة لايهييء الظروف الضرورية لإلزام الإسرائيليين بشروط التسوية العادلة, كما ان الاعتماد الكامل علي الدور الأمريكي وحده شريكا فاعلا في حل الصراع العربي ـ الإسرائيلي يكاد يكون وهم سراب, جربناه لأكثر من30 عاما دون ان ننجح في مجرد وقف الاستيطان, أو وقف المزيد من الاستيلاء علي الأرض العربية, وأظن ايضا انه ليس شرطا للمقاومة ان تكون مقصورة علي استخدام القصف والسلاح ان تحقق موقفا عربيا واحدا لايقبل المساومة علي الحد الادني للحقوق العربية, كما ان الخلاف الشجاع مع السياسات الأمريكية المنحازة لإسرائيل لايعني نهاية العالم في ظل المتغيرات المهمة والخطيرة التي طرأت علي الساحة الدولية واعادت للقضية الفلسطينية تعاطف الرأي العام العالمي علي نطاق أوسع كثيرا,
وكشفت قبح النازيه الصهيونية في عدوانها الوحشي علي غزة الذي سوف تحصد إسرائيل نتائجه كراهية وعنفا سوف يتواصلان لاجيال عديدة قادمة ما لم تتسارع جهود التسوية, كما فشلت إسرائيل برغم كل التدمير الذي احدثته في القطاع في منع صواريخ حماس والجهاد من الوصول إلي البلدان الإسرائيلية, لانه هدف يتعذر تحقيقه بالفعل إلا في إطار التفاوض, واظن اخيرا ان الولايات المتحدة تعرف من هدير الاصوات الغاضبة في كل عواصم العالم انها لم تحصد من انحيازها المطلق لإسرائيل سوي المزيد من الكراهية التي كانت احد أهم اسباب صيحة التغيير التي جاءت بأوباما, واسقطت سياسات بوش وذهبت بها إلي مزبلة التاريخ.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.