A troubled Middle East Indeed, Mrs. Secretary of State!

<--

بينما تستعد هيلارى كلينتون لتولى مقاليد منصبها الجديد كوزيرة للخارجية الأمريكية، يقوم مجموعة من المبعوثين، الذين جعلوا من الصراع العربى الإسرائيلى اختصاصهم على مدار عقود من الزمن، بالدعوة إلى ضرورة وجود منهج أمريكى أكثر توازناً وحزماً لتطبيقه فى منطقة الشرق الأوسط التى تمزق أوصالها من جديد ويلات الحرب.

وقد شغلت آراء هؤلاء المبعوثين، المتمثلين فى ديفيد ميلر، ودينس روس، ومارتن أنديك، ودانيال كيرتز، حول المشكلة المتفاقمة بين الجانبين العربى والإسرائيلى، أصداء المجتمع الأمريكى، وقاموا بتأليف الكتب التى تقيم فشل وأخطاء الماضى، وتقدم النصائح والإرشادات إلى الرئيس الجديد باراك أوباما، وتحديداً فى ظل الظروف السياسية الراهنة فى الشرق الأوسط بما يتضمنها العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، الأمر الذى يشير إلى ضرورة تدخل الولايات المتحدة لإنقاذ عملية السلام المحتضرة.

ولكن كيف يتم تحقيق ذلك؟ هل يجب أن تستأنف واشنطن سياسيتها فى احتضان إسرائيل والوقوف بجانبها دائماً، مثلما كان الحال تحت حكم الإدارة الأمريكية المنصرمة بقيادة الرئيس الأمريكى جورج بوش؟ أم يجب عليها الانغماس فى تفاصيل محادثات السلام مثلما كانت فى عهد الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون؟.

يرى الخبراء أنه مع زيادة الهجمات الإسرائيلية ضد مقاتلى الحركة الإسلامية حماس فى غزة، يجب على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تقوم بدور الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكنها فى نفس الوقت يجب أن تتجنب تبديد النفوذ الأمريكى فى التوصل إلى حل واحد فقط.

وتنتظر عملية السلام استلام هيلارى كلينتون لمنصبها الجديد، وذلك لأنها خبيرة جيدة بالشئون الشرق أوسطية، ومن المتوقع أن تؤتى السنين التى قضتها كلينتون كسيدة أولى ثمارها لتظهر هذه الخبرة الثمينة فى أفكارها وآراءها، وحينها شغلت نفسها كثيرا بجهود زوجها بيل كلينتون الحثيثة لصنع السلام، لدرجة جعلتها موضع انتقاد لكونها تميل إلى مصلحة الفلسطينيين. ولكن فيما بعد عندما شغلت منصب سناتور نيويورك الديمقراطى، عرفها الجميع ببطلة إسرائيل، وذلك لدفاعها الدائم عنها.

وعلى ما يبدو أن هيلارى كلينتون تريد تجنيد دماء جديدة لمعالجة الصراع العربى الإسرائيلى، بدلا من ميلر وأنديك وروس وكيرتز، كلهم يهود، والذين ظلوا لعشرات السنوات يعملون لخمس رؤساء أمريكيين و10 وزراء خارجية. وعلى الرغم من ذلك، ستنتج الأوساط الأمريكية من خلال مناقشات البرامج والصحف، أن كلينتون لن تجد أفضل منهم لإدارة شئون الشرق الأوسط.

About this publication