America Orders and Israel Strikes!

<--

بقلم: عيسى بن محمد الزدجالي – لا شك أن الحرب التي أشعلتها إسرائيل قبل أسبوعين تقريبا ضد الشعب الفلسطيني المسالم في غزة هي حرب من صنع الإدارة الأمريكية التي تستعد للرحيل عن البيت الأبيض بقيادة الرئيس جورج دبليو بوش ، وذلك بهدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقد رافق ذلك قتل الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ وهدم البيوت على الأحياء وقصف المساجد والكنائس والمستشفيات ودور العجزة والمدارس والجامعات وكل ما هو مأهول بالسكان. وقد قابل الرئيس الأمريكي جورج بوش حرب إسرائيل في غزة بالتجاهل وعدم المبالاة ، ولم يلتفت إلى نداءات وصرخات المجتمع الدولي بوقف القتال . . وهو سيناريو مكرر لموقف جورج بوش تجاه العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال شهر يوليو عام 2006م ، حيث طلب بوش وقتها من إسرائيل الاستمرار في قصف لبنان دون توقف مع أن إسرائيل كانت مستعدة لوقف إطلاق النار ، وهكذا كان الرئيس الأمريكي جورج بوش سببا رئيسيا في استمرار القصف الإسرائيلي للبنان. إننا ندرك تماماً أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقف وراء هذه الحرب الإسرائيلية على غزة ، بل وتقوم بتزويد إسرائيل بالأسلحة اللازمة لهذه الحرب من طائرات ودبابات ومدرعات وسفن حربية وغيرها ، أما الشعب الفلسطيني الذي يواجه إسرائيل التي تعتبر رابع الدول من حيث القوة ، فلا يملك غير بندقيات واهنة وصواريخ أقرب للألعاب النارية ، وليست كصواريخ حزب الله التي استخدمها جنود الحزب في حربهم مع إسرائيل. وكنتيجة طبيعية لعدم التكافؤ بين الخصمين الإسرائيلي المعتدي والفلسطيني المعتدى عليه ، فقد استشهد خلال 15 يوما فقط من العدوان ما يقارب 850 شهيداً فلسطينيا من بينهم أطفال وتلاميذ بالمدارس ورضّع وشيوخ ، كما سقط حوالي 3200 جريح. إن الإدارة الأمريكية (الجمهورية) بإدارة جورج بوش التي تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن تسلم مقاليد الأمور للديمقراطيين بزعامة باراك أوباما بعد أسبوع واحد ، قد مارست آخر فصولها في الخداع السياسي بمنطقة الشرق الأوسط عندما أرادت التخلص من حركة حماس نهائيا قبل رحيلها عن البيت الأبيض. كما أراد بوش أن يتمم جمائله الكثيرة لليهود سواء داخل أمريكا أو خارجها ، ويعبر عن ولائه الكامل لإسرائيل قبيل رحيله بأن يمنحهم هدية كبرى بإزاحة حركة حماس من طريق إسرائيل ليخلو لها الجو لارتكاب مخططاتها العدوانية في غزة وفي بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة وغير المحتلة دونما مقاومة حقيقية على اعتبار ان حركة فتح الموجودة في السلطة حاليا قد اختارت خيار التفاوض مع الجانب الإسرائيلي ، ولم تعد سوى حماس وبعض الحركات والفصائل الفلسطينية الأخرى التي مازالت تعتبر المقاومة سبيلا وحيدا لاستعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة منذ عشرات السنين. إننا نتابع ما يجري في غزة ، ونتألم على الحال التي وصل اليها العرب ، اذ أن المشهد يتكرر من الكيان الاسرائيلي الذي يقوم بالعدوان على البلدان العربية المجاورة له بين فترة وأخرى ، ولكن للأسف في كل مرة تعتدي فيها اسرائيل على دولة عربية ، نرى أن هوة الشقاق والانقسام العربي تتسع ، وتزيد الفجوة بين الدول العربية حتى تكللت بعدم قدرة العرب على عقد اجتماع قمة عربي يحاول الوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي على غزة بقرارات جماعية عربية ، ولكن العرب اكتفوا باجتماع لوزراء الخارجية بمقر الجامعة العربية بالقاهرة ، وناشدوا ـ كعادتهم ـ مجلس الأمن الذي لن يخذل إسرائيل يوما ، ولن ينصر العرب أبدا.

About this publication