George W. Bush and History

Edited by Louis Standish

<--

جورج بوش والتاريخ

بيار روسلان

post@albaladonline.com

جواباً على حكم التاريخ على قراره في شن الحرب على العراق، لا شكّ أن جواب جورج بوش سيكون التالي: “التاريخ؟ وكيف نعرف ذلك؟ سنكون جميعنا متوفين”… سوف يغادر بوش البيت الأبيض مسجلاً رقماً قياسياً حزينا: هو أكثر رئيس عرفته الولايات المتّحدة منذ زمن بعيد مكروه شعبيا. وفي الخارج يبدو الكره تجاهه أشمل وأكبر. فضربة الحذاﺀ التي تلقاها على وجهه خلال مؤتمر صحافي في بغداد تشهد على ردود الفعل السلبية التي يسببها. وفي عصر الإنترنت، يحفظ هذا النوع من الأحداث آثارا في التاريخ ويمكنه بثانية متلفزة واحدة عرض ولاية بأكملها من خلال موقع يو- تيوب. وقد وجد المدافعون عن جورج بوش سابقة في شخص هاري ترومان. لقد رحل خليفة فرانكلين روزفلت عن الساحة في 1953 بسبب استنكار عام قبل أن يساهم مرور الوقت بردّ اعتباره. وها هو اليوم بعد صموده في وجه ستالين ودعمه للتحالف الأطلسي الذي كان على طريق الفوز بالحرب الباردة، يحظى باهتمام واحترام اكثر من عدد من خليفته. المطابقة مشوقة. هل سيقف التاريخ في صف بوش الذي خلق حاجزاً للإرهاب الإسلامي، كما حصل مع ترومان؟ هذا هو بعد كلّ شيﺀ الإرث الذي يريد رئيس الحادي عشر من أيلول تركه برحيله، حتّى ولو لن تلحق به عقيدة الحرب ضدّ الإرهاب. لقد قام جورج بوش بعمل أخرق في بعض الأحيان عندما كان يعترف بارتكابه الأخطاﺀ. وكان قد صرّح على قناة أي بي سي أنه لم يكن متحضراً للحرب. فقد شكّل واقع عدم إيجاد أسلحة دمار شامل في العراق تحولاً في رئاسته. أما الندم الأكبر الذي يمكن للرئيس المنتهية ولايته التعبير عنه فهو منطقياً فشل التعليمات في العراق. ولو أمكن إعادة ما حصل، يقول بوش، لما غيّرت شيئاً، لكن فقط كنت تمنيت لو تكون التعليمات مختلفة. لا يعتبر بوش نفسه مسؤولاً عن إفلاس مصرف ليمان براذرز ولا عن الإنهيار المالي الذي لحق به. بل يفضل التحدّث بفخر عن الاشهر 25 الـ من النمو التي سبقت هذه الأزمة ويشير إلى أن حركة إختلال الإقتصاد سبقت وصوله إلى البيت الأبيض. وإذا كان بالفعل لبوش الإعتراف أن له يداً في انتخاب باراك أوباما، لا يزال أمامه الكثير لاستعادة تقدير معاصريه. هو بحاجة لمرور الوقت لكي يقوم النسيان بعمله.

About this publication