Shame on Arabs for Response to Israel

<--

إلى متى سيظل العالم العربى يعيش تحت شبح الرعب الأمريكى، ويتجنب وقفة شجاعة ضد إسرائيل.. أمريكا تعرف أن العالم العربى قدراته محدودة أمام أى تحرك عسكرى إسرائيلى، فقد عودها على بيانات الشجب والاستنكار، رغم أنها تعرف عنه أنه قوة عالمية ضاربة فى الاقتصاد وفى الثروة البترولية وتعرف أنه لو استخدم أسلحته لأحدث شللاً فى أمريكا وفى الدول الأوروبية ومع ذلك فهى على يقين أن العالم العربى لن يستخدم سلاحاً من أسلحته لأنه أصلاً عالم متفكك، غير مترابط، ولن يجتمع على قرار موحد ولذلك أصبحت نظرتهم لنا، كعرب، أننا نخطب كثيراً ولا نملك قراراً موجعاً.

لقد كان فى مقدور العالم العربى بعد الشلل الذى أصاب اقتصاد العالم بسبب السياسة الأمريكية، الفاشلة أن ينفض عنه شبح الرعب الأمريكى وتكون له وقفة حاسمة ضد إسرائيل.. فهو يعرف أنها تتحدى القرارات الدولية ولا تعتبر مجلس الأمن هو الجهة التى تحترم قراراته.. ولا تعمل حساباً لقرارات جامعة الدول العربية ولا .. ولا .. ولا ..

وستظل «لا» هى شعارها طالما أننا غير جادين على ردعها، إسرائيل لم تتعود على رؤية موقف عربى حازم، فلو أن الدول العربية قررت إرسال سلاح للإخوة فى فلسطين، وأعلنت موقفها أمام العالم لما استطاعت أمريكا أو غيرها التصدى لهذا القرار العربى.. لأن أمريكا نفسها تدعم الدول المتعدية بسلاحها، فلماذا نحن كعرب لا ندعم فلسطين بالسلاح للدفاع عن الشعب الأعزل والتصدى للهجمات الإسرائيلية.

الدول العربية قادرة على اتخاذ مثل هذا الموقف وتستطيع أن تعلنه داخل جامعة الدول العربية وساعتها ستعيد إسرائيل حساباتها.. فالموقف العربى لا يكون بالإمدادات والتموين.. فالسلاح مطلوب حتى تتغير الموازين ويصبح هناك تكافؤ فى الدفاع أو فى الهجوم، فالشعب الأعزل يستسلم للضربات الصاروخية وطلقات الرصاص ويتساقط الألوف فى الشوارع وتفترش جثثهم تحت الأنقاض..

والسبب عدم وجود سلاح معه للتصدى لهجمات عدو لا يرحم.. عار على الأمة العربية التى تسعى إلى المال والمجد، لا يهمها هتك الأعراض فى الأرض المحتلة.. عار على القادة الذين يخافون على مقاعدهم ويرمون بالقضية على الأرض المصرية التى ارتوت بشهداء أكثر من مائة ألف شهيد مصرى، ضحوا بأرواحهم من أجل القضية الفلسطينية.

ما من بيت مصرى إلا وفيه شهيد أو مقاتل اشترك فى الحروب التى خاضتها مصر ضد إسرائيل ليس دفاعاً عن الأراضى التى اغتصبتها فى ٦٧ ولكن دفاعاً عن الأرض التى احتلتها منذ عام ٤٨.. مصر بعد اتفاقية السلام التى استعادت فيها كل شبر مغتصب وبعد العبور العظيم أصبحت هى التى تقود قاطرة السلام، وحقوق أهلنا وإخواننا فى فلسطين هى المطلب الشرعى لمصر والمصريين، وكم من اجتماعات وحوارات ومؤتمرات كانت القضية الفلسطينية هى رقم واحد فى جميع جداول الأعمال..

ولا أعرف لماذا يتهموننا بالتخاذل عندما تفرد إسرائيل عضلاتها على شعب أعزل، هل مطلوب منا أن نفتح جبهة على الحدود مع إسرائيل ونحارب وهناك اتفاقية سلام.. لقد خضنا حروباً سابقة وآن الأوان لإخواننا العرب أن يتحركوا، فدولة مثل سوريا لايزال جزء من أراضيها تحت الاحتلال ومن حقها أن تأخذ أى قرار إما بتقديم السلاح للفلسطينيين أو بفتح جبهة لها فى الجولان للتخفيف عن شعب فلسطين.

إن الجيش السورى لا يستهان به فهو قوة عسكرية عظمى وأعتقد بعد انسحابه من لبنان، أنه قادر على اتخاذ موقف عنيف مع عدو يغتصب أرضه فى الجولان، فالفرصة مهيأة له الآن وأمريكا فى حالة انكسار أمام العالم بعد غزوها العراق، وبعد الضربة الاقتصادية التى أصابت الاقتصاد العالمى وانهيار جميع البورصات العالمية وساعتها لن تستطيع أمريكا أن تهدد سوريا بأى عمل عسكرى.

هذا الكلام أقوله لشيخنا حسن نصر الله، ربما قد فاته أن يتحدث عن قدرة الجيش السورى الهائلة وقدرته على المواجهة وعندما يكون البادئ فهو فى حالة تحرير لأرضه.. إن ضرب إسرائيل فى العمق هو ثمن الأرواح التى راحت فى الهجوم الإجرامى على غزة.

لقد كنت أتمنى أن يتبنى الأخ خالد مشعل هذا الرأى، ولن يلومه أحد عندما يطالب سوريا والشيخ نصر الله بفتح جبهات على إسرائيل من جنوب لبنان والجولان، وكل من يريد التطوع من أبناء الدول العربية فى ضرب إسرائيل عليهم أن يختاروا السفر إما إلى جنوب لبنان أو إلى الجولان.

هذه مجرد مقترحات لقلم كاتب، أقولها بمناسبة إخواننا الذين يتناولوننا فى أحاديثهم وفى خطبهم، وأقولها لأولادنا فى مصر الذين يريدون حرب إسرائيل، فهناك جبهة الجولان.. وجبهة جنوب لنبان وأعتقد أن فتح هاتين الجبهتين مطلب شرعى وقد فات على شيخنا الشيخ نصر الله أن يطالب به حتى تظهر شجاعة الرجال وليس أنصافهم.

About this publication