Barack Hussein Obama, Master of the White House!

<--

من كان ليصدق ان مسلماً «رغم ادعائه بعدم انتمائه للدين الاسلامي».. من أصول أفريقية سيصبح رئيساً للبيت الابيض ويتسلم المنصب الاول والاهم للدولة الاولى في العالم التي تتحكم وتقرر سياسة الدول والشعوب؟؟ ها هو السيناتور الديموقراطي الشاب المتفائل من ولاية الينوي (باراك حسين أوباما) يُنصب الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الاميركية،

من كان ليصدق ان مسلماً «رغم ادعائه بعدم انتمائه للدين الاسلامي».. من أصول أفريقية سيصبح رئيساً للبيت الابيض ويتسلم المنصب الاول والاهم للدولة الاولى في العالم التي تتحكم وتقرر سياسة الدول والشعوب؟؟ ها هو السيناتور الديموقراطي الشاب المتفائل من ولاية الينوي (باراك حسين أوباما) يُنصب الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الاميركية، والاميركي الوحيد من الجذور الافريقية في مجلس الشيوخ حيث انتخب في العام 2004 وحقق انتصاراً ليصبح واحداً من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي سناً. اهتم بالاعمال الانسانية ومساعدة المهمشين، التحق بإحدى جامعات كاليفورنيا قبل ان ينتقل الى جامعة كولومبيا ويتخرّج منها عام 1983 حاصلاً على البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. وفي العام 1991 تخرّج من كلية الحقوق بجامعة هارفرد ودرّس القانون محاضراً في جامعة شيكاغو. رشّح نفسه للانتخابات الرئاسية الاميركية للعام 2008 وهزم (جون ماكين) هزيمة ساحقة أدت الى تربع أوباما على عرش البيت الابيض.

وقد تم الاعلان عن فوزه بالرئاسة قبل ظهور نتائج ولايات الساحل الغربي للولايات المتحدة حيث تخطى حاجز الــ(270) صوتاً في المجمع الانتخابي اللازمة لدخول البيت الابيض. إذاً تحقق حلم الاميركيين البيض منهم والسود الراغبين في التغيير وضخ دمٍ جديدٍ أكثر حيوية في سياسات بلادهم الداخلية والخارجية بوصول السيد المعتدل «الأسمر» وخروج السيد المتشدد «الابيض»، وتفاءل الاميركيون بقدوم (أوباما) الذي وعدهم بخطة اقتصادية لانقاذ ما تبقى من اقتصادهم ازاء الازمة المالية التي هزت أميركا وخلّفت وراءها الويلات!

كما أعلن عن تغيير نمط السياسات التي انتهجها سلفه بوش، ففي مسألة الحرب على العراق كان أول المعارضين حيث اتخذ موقفاً كغالبية الديموقراطيين معتبرا: «ان الحرب كانت خطأ وان النظام العراقي السابق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل او أي صلات بالارهاب»، وهذا ما أعلنته بدورها وزيرة خارجيته (هيلاري كلينتون) بقولها: ما كانت ستصوت في الكونغرس مع قرار الغزو لو كانت تعلم ان العراق لا يملك أسلحة دمار شامل!! وبما أنك أيها السيد (أوباما) تفخر بتقديم وزارة الخارجية اليها كما سبق وصرحت (ربما أهديتها هذا المنصب كترضية لعدم فوزها بمنصبك).. فلتعلم السيدة كلينتون ان معرفتها لعدم وجود أسلحة دمار أتت متأخرة جداً ودفع شعب العراق الثمن دماءً غالية.. ولتعلم أيضاً ان شعباً أبيّاً ومناضلاً كشعب العراق لا يمكن ان يُباد ويستسلم للعبودية، فلا بد من استرجاع حريته وسيادته..

لذا شعاراتك الحماسية التي خضت على أساسها الانتخابات الرئاسية كالانسحاب السريع من العراق الذي حددته خلال سنة وأربعة أشهر أي بحلول صيف (2010)، نأمل ان لا يكون وجود لقواتك في هذا التاريخ في بلاد دجلة والفرات، وتنفذ وعدك بإغلاق معتقل الموت والتعذيب (غوانتانامو)، وان تنتهج سياسة عقلانية بعيدة «عن سياسات بوش الانتقامية والاجرامية التي أزهقت أرواح مئات وآلاف الابرياء تحت ذريعة «محاربة الارهاب»، ولربما يستمع الرئيس (أوباما) الى نداء منظمة العفو الدولية بجعل حقوق الانسان محوراً أساسياً من محاور إدارته الجديدة ولاسيما أنه سيتمتّع بسلطات حقيقية تمكّنه من تصحيح الممارسات غير القانونية والتسلطية التي اتبعها (جورج بوش) بإسم مكافحة الارهاب والامن القومي كما طالبته بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها حكومة الولايات المتحدة في سياق حربها على «الارهاب».. فهل قتل الاطفال والمدنيين يُسمى حرباً ضد الارهاب أيها الرئيس (أوباما)؟؟ وما الموقف الذي ستتخذه تجاه الدماء التي سالت في غزة؟؟ فهل سيكون باستطاعتك كبح جماح إسرائيل والحد من عدوانها الهمجي؟؟ وهل سياستك المقبلة ستضع حدّاً لمجون وتهوّر قادة إسرائيل؟؟ أم أنك ستسلك نهج التعاطف بغية إرضاء (اللوبي الصهيوني) الذي يملي قراراته على الادارة الاميركية؟؟ لن نطلق الاحكام مسبقاً، لاننا كشعوب عربية لا ننتظر منك الكثير، بل نأمل ان تتعامل مع ملف الشرق الاوسط بالطرق السلمية و«البناء والتشييد أكثر من حشد القوات» كما أعلنت.. فملف إيران النووي ستعتمد أسلوب التفاوض معها أكثر من المواجهة، وملف القضية الفلسطينية فلتكن عادلاً تجاه الفلسطينيين ولتدعم موقفهم في حق العودة وكف يد إسرائيل عن الاراضي الفلسطينية، ومطالبتها باحترام القرارات الدولية وتنفيذها، هذا ما نأمله من ادارتك الجديدة في بداية عهدك.. وإلا سوف يُسجّل التاريخ «للمرة الثانية» بأن الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الاميركية قد نال هو أيضاً لقب (أسوأ رئيس أميركي) حكم أميركا لمدة أربع سنوات!!! بقيادة باراك أوباما..

About this publication