No One Laments His Departure!

<--

غير مأسوف عليه‏!‏

حتي وهو في طريقه الي خارج البيت الأبيض لم يحاول جورج بوش ـ الذي لم يعد من اليوم الرئيس الأمريكي ـ أن يترك أثرا طيبا ولو واحدا يمكن أن يذكره به العرب‏.‏ ففي آخر لقاء أجراه في الأسبوع الماضي يودع فيه مندوبي الصحف الأمريكية في البيت الأبيض‏,‏ قال معلقا علي مذابح اسرائيل في غزة‏::‏ اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها‏,‏ وعلي حماس أن توقف هجماتها‏!‏ الي هذا الحد من الوقاحة يكرر بوش أكاذيبه ومساندته الظالمة لاسرائيل‏.‏

اليوم يغادر بوش البيت الأبيض غير مأسوف عليه بعد ثماني سنوات‏,‏ هي الأسوأ في التاريخ الأمريكي تاركا للرئيس المنتخب باراك أوباما إرثا ثقيلا‏.‏ ثماني سنوات غيرت الوجه الأمريكي الديمقراطي الي وجه عنصري قبيح‏,‏ ففي عهده انتهكت الحريات الشخصية وحقوق الانسان واعتدي علي القوانين‏,‏ ووجد التعذيب من يدافع عنه في مؤسسة بوش الحاكمة ضد المعتقلين المسلمين في جوانتانامو وفي السجون السرية التي أقامتها المخابرات الأمريكية في دول أوروبية‏.‏

لقد استقبل العالم منذ ثماني سنوات رئيسا أمريكيا يكذب كما يتنفس‏,‏ ولا يخجل من استخدام أكاذيبه لتبرير غزوه واحتلاله للعراق وقتل مليون عراقي وتدمير البنية الأساسية للدولة ونهب ثروته النفطية‏.‏ وفي حربه علي الارهاب تضاعفت أعداد الارهابيين والمتطرفين في باكستان وأفغانستان‏,‏ ولايزال بن لادن طليقا ومليشيات طالبان تعيث في أرض البلدين فسادا الي حد الرضوخ لمطالبهم باغلاق أربعمائة مدرسة بنات في وادي سوات بباكستان في الأسبوع الماضي‏!‏

وفي الشرق الأوسط لم ينفذ بوش وعده للعرب بقيام دولة فلسطين‏,‏ وواصل انحيازه لاسرائيل ومؤامراته التي انتهت بهذا الشرخ الذي قطع أوصال الجسم الفلسطيني بين فتح وحماس‏,‏ وحتي آخر يوم من رئاسته واصل نفاقه لاسرائيل فبرر عدوانها علي غزة‏,‏ ولم يهتز ضميره‏,‏ أمام صور مئات الأطفال القتلي والجوعي‏.‏

مطلوب من اتحاد المحامين العرب‏,‏ واتحادات المحامين في أنحاء العالم المطالبة بمحاكمة عصابة بوش ـ تشيني ـ رامسفيلد علي جرائم الحرب التي ارتكبوها وعلي ملايين القتلي والجرحي الذين سقطوا نتيجة السياسة الأمريكية الظالمة‏.‏ وحتي تستعيد أمريكا صورتها ـ قبل حكم بوش ـ مطلوب من الرئيس باراك أوباما أن يؤكد احترامه للقانون ومصداقيته ويسرع بمحاكمة هذه العصابة وكل من شارك في تلك الجرائم التي ارتكبت في حق الانسانية‏.

About this publication