Mitchell’s Tour of the Region

<--

جولة ميتشيل في المنطقة

جولة ميتشيل في المنطقة

رأي القدس

يبدأ جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الجديد لمنطقة الشرق الأوسط جولته الأولى اليوم منذ تعيينه في منصبه الجديد لاستطلاع أفق السلام، واللقاء مع الاطراف الاقليمية المعنية، والطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على وجه الخصوص.

ميتشيل ليس غريباً عن المنطقة، فقد زارها عدة مرات في السابق، كان آخرها 2001 عندما قدم تقريراً إلى الادارة الأمريكية يتضمن وقف الانتفاضة الفلسطينية وأعمال العنف التي رافقتها مقابل تجميد الاستيطان الاسرائيلي بأشكاله كافة.

الاسرائيليون ينظرون بنوع من الريبة إلى المبعوث الأمريكي الجديد بسبب هذا التقرير، ولانه يقدم نفسه على انه أمريكي من أصول عربية، في اشارة إلى أمه اللبنانية، فقلة من المبعوثين الغربيين طالبت بتجميد الاستيطان باعتباره من العقبات الرئيسية التي تقف في طريق أي عملية سلمية.

الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما أراد أن يعطي اشارة واضحة باهتمامه بالصراع العربي – الاسرائيلي من خلال ارسال ميتشيل إلى المنطقة بهذه السرعة، وعزز هذا الانطباع بحديثه عن وجود عناصر ايجابية في مبادرة السلام العربية، وهذا ما يفسر توقف المبعوث الأمريكي في محطات عربية رئيسية، مثل الرياض والقاهرة والعاصمة الاردنية عمان، علاوة على بعض العواصم العربية الأخرى.

من الصعب اطلاق احكام مسبقة على جولة المبعوث الامريكي الجديد، فالرجل لم يدل باي تصريحات صحافية تعكس خططه في هذا الصدد، ولا بد انه سيكون مستمعاً في جولته الاستطلاعية هذه، مضافاً الى ذلك ان الطرف الرئيسي الذي سيزوره، اي اسرائيل، تقف على بعد اسبوعين من انتخابات برلمانية، ربما تأتي بحكومة يمينية متطرفة، حسب ما تشير استطلاعات الرأي.

المسؤولون العرب الذين سيستقبلون المبعوث الامريكي يجب ان يتذكروا ان الرجل يمثل مصالح ادارة امريكية، واصوله العربية ربما تفرض عليه ان يكون اكثر تشددا مع العرب لاثبات ولائه لهذه الادارة وسعيه الى خدمتها، واظهار اكبر قدر ممكن من الحيادية.

هؤلاء المسؤولون مطالبون بالتعامل معه، اي المبعوث الامريكي، بطريقة مختلفة عن مبعوثي الادارة السابقة، لانهم كانوا مسايرين لها، وراضخين لاملاءاتها، عاجزين عن انتقاد انحيازها الاعمى للطرف الاسرائيلي، رغم حاجتها الماسة اليهم وما يملكونه من اوراق مؤثرة.

هناك اشارات تصدر عن بعض الدول، وخاصة المملكة العربية السعودية، عبّر عنها الامير تركي الفيصل السفير السابق في واشنطن، تهدد بانهاء العلاقات الخاصة مع الادارة الجديدة اذا لم تتعامل مع مبادرة السلام العربية بالجدية المطلوبة.

هذه الاشارات مهمة شريطة ان لا تكون هذه التهديدات مجرد مناورة، الهدف منها الضغط على الادارة الديمقراطية لابقاء علاقات بلادها الجيدة مع السعودية، وعدم الاقدام على أي انتقادات لحكمها الدكتاتوري، وانتهاكاتها الموثقة لحقوق الانسان، وقمع الحركات الاصلاحية التي تطالب بوقف الفساد وافساح المجال للمزيد من الحريات والشفافية والقضاء العادل المستقل.

About this publication