Welcome Mitchell!

<--

لا يسعنا إلا أن نرحب بالمبعوث الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط جورج ميتشيل الذي يحل اليوم ضيفا علي القاهرة في أول مهمة استطلاعية يقوم بها إلي المنطقة‏.‏

ولا ينبع ترحيبنا بالسيناتور الأمريكي السابق ذي الـ‏75‏ عاما والأصول اللبنانية فقط من سمعته الطيبة التي يتمتع بها ووصفه بأنه ذو مواهب خارقة في التفاوض‏,‏ ولا لأنه مهندس السلام في أيرلندا الشمالية الذي أدار بمهارة مفاوضات شاقة أدت إلي نجاح باهر لإقرار سلام تاريخي في أيرلندا عام‏1998..‏ ولكن أيضا لأن ميتشيل الذي بدأ مهامه العملية بعد أيام قليلة من تكليفه قال إن لكل النزاعات حلول‏..‏ فكل النزاعات يصنعها ويواصلها بشر وهم أيضا القادرون علي وضع حد لها‏.‏

الرجل إذن يمتلك القدرة والرغبة في إنجاز نجاح علي غرار نجاحه في أيرلندا خاصة بعد أن منحه الرئيس الأمريكي أوباما كل الصلاحيات اللازمة ليتحدث باسمه وباسم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مهمته التي تستغرق أسبوعا بالمنطقة‏.‏

تحفظنا لا يأتي إذن من الجانب الأمريكي الذي نتمني له كل توفيق في ظل إدارته الجديدة التي تسعي للتغيير‏..‏ ولكنه يأتي من الجانب الإسرائيلي الذي يجيد فن المراوغة والمماطلة مهما تغيرت حكوماته‏..‏ وانظر هنا إلي قادته الذين بدأوا يلاغون إدارة أوباما بمغالطات جسيمة ومنطلقات عقيمة تارة علي لسان رئيس الوزراء أولمرت الذي قال أمس إن إسرائيل ليست بعيدة عن التوصل لسلام شامل مع الفلسطينيين بعد أن استعادت العملية العسكرية في غزة قدرة الردع لإسرائيل‏..‏ وتارة أخري علي لسان وزيرة الخارجية ليفني التي زعمت أن عملية الرصاص المصبوب تمثل منعطفا مهما لتسهيل إمكان إحراز تقدم في الجهود الإقليمية التي نسعي مع واشنطن لدفعها للأمام‏!!‏ ومع ذلك فقد أظهر استطلاع للرأي نشر علي الموقع الإلكتروني لراديو إسرائيل أمس أن‏73%‏ من الإسرائيليين لا يتوقعون نجاح الوسيط المخضرم ميتشيل في مهمته‏!!‏

كل ما نتمناه إذن أن يمارس أوباما وكلينتون وميتشيل نشاطهم في ملف الشرق الأوسط بهمة ونزاهة وحياد‏..‏ وألا يكون الكلام الذي روجه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس ـ بعد اتصاله بهيلاري كلينتون ـ بأن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تنوي الضغط علي إسرائيل في هذه المرحلة صحيحا‏..‏ أو علي الأقل ألا تستمر سياسة عدم الضغط هذه طويلا‏!!‏

About this publication