Obama and His Sought-After Hope

<--

أوباما وآماله المنشودة

ناصر اليحمدي

2/11/2009

بقلم – ناصر اليحمدي :

حديث الساعة الان عن الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما فالعالم ينتظر ويترقب عنا يحدث مستقبلا على ايدي هذا الرئيس لا شك ان طموحات العالم وامال اكبر بكثير من القدرة الاستيعابية التى يمكن ان يتحملها اى انسان في ها الكون وفي ظل ها الزمن المعتل الذى نعيش فيه نشعر في دواخلنا اننا اشبه ما نكون في غابة القوى فيها يأكل الضعيف سواء على مستوى المجتمعات او على مستوى الافراد . br>

هذا الوضع المتردي الذي يعاني منه العالم ليس وليد اللحظة وانما هو تركة مثقلة ورثتها السلف للخلف وهذا الاخير لا يحمل في يديه عصا سحرية قادرة على اصلاح هذا الخلل في يوم وليلة العالم اذن في حاجة ماسة الى نوبة صحيان او جرس انار يحرك الضمائر نحو الخير والعدل العالم كله مكبل بهموم تئن من حملها الجبال وتترقب الغد المنظور الذى يرى فيه الخلاص من الظلم والبغي والعدوان .

وبما ان اميركا كدولة عظمى تملك من الادوات ما يؤهلها لبسط سياسة السلام في انحاء الارض بتطلع اليها العالم من تحقيق هذا الامل المنشود على يد ذلك الشاب الاسود الذى اختارته اميركا عن قناعة تامة متناسية تماما تلك النعرة العرقية او العنصرية المستهجنة التى كانت في يوم من الايام سببا صداميا في نسيج المجتمع الاميركي .

ان باراك اوباما بحكم تكوينه الكزدوج لم يكتف ان يكون نموذجا لما يريده الشعب الاميركي من تغيير بل اراد ان يكون تجسيدا لكل الاماني والتلطعات التى يهفون اليها الناس في كل مكان .

جورج دبليو بوش كان دائما يفاخر بقوة بلاده ويتعامل مع الواقع بيد من حديد فهو صاحب المقولة التى سادت العالم ايام غزو اميركا للعراق ” من لم يكن معي فهو ضدي ” وهذا يعني ان مثل هذه السياسة ذات المعايير المزدوجة ينبغي ان تفرض قهرا على رقاب كل الشعوب ولان مثل هذه السياسة لا تتفق مع امل وطموحات الشعوب فإن عمرها لا يمكن ان تستمر فقد ختم بوش الصغير نهايته بطريقة مأساوية حيث عبر الصحفي العراقي منتظر الزيدي عن هذا الاستياء بتوجيه حذائه في وجه اسوأ رئيس حكم الولايات المتحدة .

وبعد ان كان بوش يتحدث عن حرب صليبية ضد العرب والمسلمين ظهر اوباما لينصف الشعوب المقهورة وينادي بالمساواة في كل دول العالم لان من يتجرع مرارة الظلم في فترة من فترات حياته لا يمكن ان يظلم ابدا .

في خطابه الذى القاه اثناء تنصيبه رئيسا جديدا في الولايات المتحدة قال ان المجتمع الاميركي يتكون من مسيحيين ومسلمين ويهود وفي ذكره للمسلمين قبل اليهود يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان نظرته الى العالم الاسلامي سوف ينأى عن التعصب الى كان سمة بالغة لكل رؤساء اميركا السابقين .

وبعد ان كان بوش يتحدث بلغة الغطرسة والقوة وخاصة للدول العربية والاسلامية جاء اوباما ليعزز مفهوم التضامن والتعاون بين بلاده وشتى دول العالم مؤكدا انه سيعمل على تطبيق الفجوة بين الاغنياء والفقراء وعلى اعطاء فرص متساوية للجميع .

كان معتقل جوانتاناموا وسيلة من وسائل التخويف والتعذيب لمن ينحرف عن المسار الاميركي وعندما جاء اوباما كان من اهم اولوياته المطروحة على اجندته السياسية هو غلق هذا المعتقل الذى شهد في غياهبه اقسى الوان التعذيب لعدد كبير من الضحايا الامال التى نعولها على الرئيس الاميركي الاسود اكثر من ان تحصى ونحن على يقين في هذا الحاكم سوف يبذل قصارى جهده لارساء مبادئ العدالة لدى كل شعوب الارض فلننتظر وان غدا لناظره قريب .

About this publication