The Condition of the Success of Obama’s Plan

<--

شرط النجاح لخطة أوباما‏!‏

ما من شك أن الرئيس الأمريكي أوباما حقق نجاحا سريعا ومؤثرا بحصوله في نهاية الأسبوع الماضي علي موافقة الكونجرس علي خطته لإنعاش الاقتصاد الامريكي التي تتكلف‏789‏ بليون دولار‏,‏ تخفف أعباء البطالة عن ثلاثة ملايين ونصف مليون أمريكي تركوا أعمالهم بالفعل بسبب تزايد الركود‏,‏ وتمول عددا من مشروعات البنية الأساسية في الولايات‏

ابتداء من إصلاح شبكات الطرق إلي إعادة بناء وتجهيز المدارس‏,‏ إلي تمويل أبحاث بدائل الطاقة لتقليل الاعتماد علي بترول الشرق الأوسط‏,‏ وحصار أثار متغيرات المناخ‏,‏ التي يتوقع الرئيس أوباما أن تسهم مشروعاتها في توليد أربعة ملايين فرصة عمل جديدة لمواجهة احتمالات ارتفاع نسب البطالة التي تقترب الآن من‏8‏ في المائة‏,‏ وتتوقع إدارة أوباما أن تصل إلي حدود رقمين عشريين‏,‏ إذا لم يتم تدارك الأمر علي نحو عاجل‏,‏ لأن الأزمة عميقة وضخمة تتطلب زمنا من أجل النفاذ إلي كل عناصرها ومن أجل الخروج منها‏.‏

ومثلما حذر الرئيس أوباما فربما يكون من الصعب توقع نتائج عاجلة وسريعة في قضايا تتعلق بتطوير التعليم‏,‏ وإيجاد بدائل للطاقة‏,‏ وحصار آثار المتغيرات المناخية‏,‏ لكن معيار نجاح خطة أوباما سوف يكون معلقا أساسا بمدي قدرة الخطة علي توليد فرص العمل التي وعد بها الرئيس الأمريكي الجديد‏.‏

غير أن الدرس المهم الذي ينبغي أن يعييه الرئيس الأمريكي أوباما أن استمرار الولايات المتحدة في إدارة الاقتصاد العالمي لن يكون فقط رهنا بقدرتها علي تصحيح أخطائها‏,‏ ولكنه قبل ذلك رهن بقدرتها علي تصحيح أخطاء النظام المالي العالمي الذي نقل أزمة الاقتصاد الأمريكي إلي اقتصاديات العالم الغربي‏,‏ واقتصاديات الدول النامية والفقيرة بسبب المعايير المختلفة لنظام العولمة الراهن الذي يفتقد تكافؤ المنافع بين الدول النامية‏,‏ والدول المتقدمة‏,‏ علي حين تتحمل الدول النامية النسبة الأكبر من أضرار هذا النظام‏!‏

ولأن أزمة الاقتصاد العالمي التي تبلغ أوجها هذا العام تضرب بعنف اقتصاديات الدول النامية إلي حد يهدد بانخفاض شديد في معدلات النمو‏,‏ وزيادة ضخمة في معدلات البطالة‏,‏ وهبوط ما يتجاوز مائة مليون نسمة إلي حد الفقر‏,‏ وزيادة عدد الجوعي في العالم بما يزيد علي‏200‏ مليون ليقترب الرقم من حدود المليار نسمة نتيجة التصاعد المتوقع في أسعار الغذاء‏,‏ ابتداء من النصف الثاني من هذا العام‏

فربما يكون من الصعب أن نتحدث عن تحسن ملموس في الاقتصاد العالمي يزيد من حجم التجارة الدولية ويضمن تزايد معدلات نمو الاقتصاديات العالمية‏,‏ ما لم يدرك الرئيس الأمريكي حجم الترابط الوثيق بين ضرورات إنعاش اقتصاديات الدول الغنية‏,‏ وإنعاش اقتصاديات الدول النامية‏.‏

ولهذا السبب يعول الاقتصاديون في العالم كثيرا علي الآثار المتوقعة للمؤتمر الاقتصادي العالمي الذي ينعقد في أمريكا في أبريل القادم بدعوة من الرئيس أوباما‏,‏ وتحضره إلي جوار الدول الغنية جبهة عريضة من الدول الناهضة والنامية بهدف إعادة النظر في شراكة التنمية بين الفقراء والأغنياء في عالم شديد الترابط شديد الصغر تجتاح الأزمات حدوده وسماواته المفتوحة دون حاجة إلي جواز سفره‏.‏

About this publication