Obama: Democratic Words And Rightist Actions

<--

رغم كل الحديث الذي أطلقه أوباما عن التغييرـ في مسار السياسة الأمريكية، إلا إننا كنا على حذر مما يدعوا إليه، فالعلامات الأولي لم تبشر بخير كثير، وعلى رأسها تعيينه ليهودي عتيد على رأس إدارة بيته الأبيض، ثم ما كان من موقفه السلبيّ إزاء أحداث غزة، والتي لا تنبئ إلا عن تأييده للعدوان. وقد أيد عدد من الكتاب الغربيين هذا التحليل وعلى رأسهم الكاتب الكندي ذو الإسم اللامع “توماس ووكم”ـ في مقاله الأخير “هل أوباما محافظٌ متخفٍ ؟” بتاريخ فيراير 21، 2009.

ويرى “ووكم” أن إتجاهات أوباما الحقيقية قد أصبحت أكثر وضوحا بعد أول زيارة دولية له، وإجتماعه برئيس الوزراء الكندي “ستيفن هاربر” المعروف بتطرفه اليمينيّ الذي أكسبه وصف “دمية بوش” أيام الراحل غير المأسوف عليه جورج بوش الصغير. فقد كانت نتائج الإجتماع أقرب إلى أجندة المحافظين منها إلى أية أجندة أخري.

فإلى جاتب ما ذكرنا من قبل عن تعيينه ليهوديّ عتيد على رأس إدارة بيته الأبيض، والذي كان أول ما أصدره أوباما من قرارات، ودلالة ذلك على سياسته، فقد أكد على إستمرار “الحرب” على الإرهاب في أفغانستان، بل وزيادة عدد جنود الإحتلال هناك بحوالي الثلثـ،، وإستمرار دكّ مواقع ما يروجون أنها “طالبان” في داخل باكستان!

وكما لاحظ “ووكم”، فإن أوباما قد إستمر على إستخدام كلمة “الحرب” في حديثه عن الإرهاب، وهو ما يدل على أنه لن يغير شيئاً ذي بال في هذا الأمر، بل وإنه يريد أن يجعل قراراته في هذا الشأن طليقة من قيود المساءلة في الكونجرس إذ إنها مندرجة تحت بند “الحرب”! كما أنّ إدارته – التي كسبت بروباجندا إعلامية كبيرة بإعلان إغلاق سجن جوانتينامو – قد صرحت قي الخفاء أنها ستستمر قي القبض على “الإرهابيين” وترحيلهم إلى بلاد كمصر، على عهدة “ووكم”، ليتم تعذيبهم! كذلك فقد أبقت إدارته على رفض محاكمة هؤلاء المفترض أنهم “الإرهابيين” أمام محاكم مدنية أمريكية.

كذلك، وفي سائر الموضوعات التي تهم العالم اليوم، ظهر أن أوباما أكثر يمينية من ستيفن هاربر. فقد هاجم، بشكل خفيّ، إتفافية “كيوتو” البيئية، وإدعى أنها لا فائدة منها إلا إن شاركت فيها الصين والهند. وعلى الصعيد المالي، فقد سار الرجل على خطي بوش في إغراق المؤسسات المالية الخاصة – والتي تسببت في الأزمة المالية العالمية الطاحنة ثم أخفقت بالفعل في علاجها – بمئات البلايين من الدولارات دون أن يكون لدافع الضرائب الأمريكيّ قول في كيفية صرفها، على أمل أن تستطيع هذه المؤسسات المالية أن تتصرف بحكمة هذه المرة!! وهو منطلق يمينيّ بكل المفاييس.

إنّ الحكمة تستدعي ألا يثق المهتمون بشؤون المسلمين – وعلى رأسهم حكومة حماس – في أيّ من موظفي البيت “الأبيض”، فإنهم دائما وبلا إستثناء أسيري القوى الصهيونية التي جلبتهم إلى سدة الحكم، والناظر إلى حجم الأموال التي تدفقت على حملة أوباما الإنتخابية، والتي لم يكن لها مثيل في التاريخ الأمريكيّ، يعرف دون حاجة للتحليل والتدقيق إلى أي جانب ينتمي أوباما.

About this publication