The Washington-Damascus Road

<--

من البديهي ان تقابل دمشق خطوة ارسال مبعوثين رسميين بارزين في الادارة الامريكية الجديدة بترحيب وارتياح ، فالرسائل السياسية الامريكية انهمرت في الاونة الاخيرة على سوريا عبر زيارات شخصيات امريكية بارزة في مجلس الشيوخ والنواب بالاضافة لاتصالات رسمية للسفير السوري في واشنطن مع مسؤولين في وزارة الخارجية واخر تلك التحركات الامريكية كانت زيارة جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية هيلاري كلينتون.ولا يخفى ان كل التحركات والرسائل الامريكية نحو سوريا غامضة وملتبسة ومتحفظة وتحمل ايحاءات بتشبث الادارة الامريكية الجديدة بالاسباب التي اوجدتها ادارة الرئيس بوش وقادت الى افتعال مواجهة مع سوريا في كل ملفات المنطقة من فلسطين الى العراق الى لبنان ، حيث حصل افتراق في السياسة بين امريكا وسوريا ادى من يومها الى توتر متواصل للعلاقة بين البلدين،،الايجابية الملموسة هي في اتمام الزيارة نفسها ، والكلام الذي رشح عنها فيه ما هو سلبي وما هو ايجابي وهي تصريحات تحتمل تأويلات ، لكن شخص السفير فلتمان الذي هو الان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية معروف لدمشق وهو يزورها هذه المرة باسم الرئيس اوباما ووزارة الخارجية ووزيرتها هيلاري كلينتون كما عبر عن ذلك كدليل على اهمية الزيارة ودرجة الاهتمام الامريكي. الا ان ذلك لا ينسي سوريا من هو فلتمان كعنوان سلبي وكرمز لسياسة امريكية ابتداء من العام 2004 عندما اوكلت ادارة بوش لفيلتمان قيادة مواجهة مع سوريا على ارض لبنان والتي تمخضت عن كل ما تعرف من الام لسوريا ولبنان،،وقد قصد فيلتمان ان يعبر لسوريا عن طريق لبنان ، بعد ان زار بيروت والتقى بالقيادات التي يعتبرها صديقة ، وطمأنها ابتداء بأن عودة الروح للعلاقة الامريكية السورية لن تكون على حساب لبنان ، كما اعلن عن مواصلة الدعم والمساندة للقوى الحليفة او القريبة من واشنطن في لبنان ، وقصد فيلتمان ان يعود من سوريا الى لبنان وان يكمل اتصالاته ، وان يبحث في تفاصيل الحالة اللبنانية بما في ذلك الخريطة الانتخابية النيابية.. الخومن المؤكد ان سوريا وكل بلدان المنطقة تقدران نهج الحوار الذي يقوده اوباما هو افضل من نهج الصدام الذي قاده بوش لكن العبرة في النتائج وهنالك حقائق وثوابت في المنطقة ابرزها حل القضية الفلسطينية وانهاء الوجود الامريكي العسكري برا وجوا وبحرا في الخليج وهنالك تراكمات لحالة عدائية غربية مزمنة ضد طموحات أمتنا وحرياتها ومصالحها وحقها في الحياة بدون تسلط ولا تدخل ولا تآمر وهو ما نتمنى ان تقدر عليه ادارة اوباما وفق شعاراتها الانسانية التي وجهتها لشعبها وللعالم في حملة انتخابات اوباما وفي مستهل عهد ادارته.

About this publication