How Should We Respond to Obama?

<--

لوهلة بدا وكأن دعوة اوباما لفتح صفحة جديدة مع المسلمين قد ضاعت في الفضاء الشاسع ولم يتلقفها أحد. أو لعل أحدا من الذين سمعوها فاته ان يرد التحية باحسن منها ويغتنم الفرصة ويعيد الكرة الى حديقة البيت الابيض.على الرغم من كل شيء فان اعلان اوباما ان اميركا لا تعادي الاسلام وانها مستعدة للانصات باحترام والاختلاف باحترام ايضا مع العالم الاسلامي يعد تطورا مهما وموقفا جديرا برد فعل محسوب ومسؤول من قادة العالمين الاسلامي والعربي. ورغم تطير المتشائمين وتشكيك المتشائلين فان اسوأ ما يمكن عمله اليوم هو التخندق ودفن الرؤوس في الرمال وانتظار تغير الاقدار.سيكون الملك عبدالله الثاني بن الحسين أول زعيم عربي يزور واشنطن ليلتقي بالرئيس اوباما هذا الشهر. والملك الهاشمي هو الاقدر من بين كل القادة العرب على رد التحية والتواصل مع الرئيس الاميركي بشكل يضع سيد البيت الابيض امام تحديات المرحلة وخطورتها واستحقاقاتها. فالملك يمثل جيلا متنورا من القادة العرب وهو بانفتاحه على العالم وادراكه للمخاطر التي تحيق بالمنطقة واستشرافه للمستقبل واحتمالاته قادر على اسداء النصح للادارة الاميركية الجديدة بحيث تتجنب تكرار اخطاء الماضي.اذا ما اراد الرئيس اوباما بالفعل فتح صفحة جديدة مع عالمنا وشعوبنا فعليه ان ينصت الى ما سيقوله الملك عبدالله الثاني. واذا كانت الادارة الاميركية السابقة قد خذلت المعتدلين وزودت معسكر التطرف بالحجج لاختطاف المنطقة ودفعها نحو طريق مسدود ، فان زيارة الملك المرتقبة قد تؤذن ببداية مرحلة ايجابية من العلاقات بين واشنطن والعالم العربي.ويدرك الرئيس اوباما ان الشرق الاوسط يشكل التحدي الأكبر لعهده وسياساته. وندرك بدورنا أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تملك تغيير مجريات الامور وبالاخص فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي. الا ان حسن نوايا اوباما لا يكفي لان المطلوب هو انهاء انحياز اميركا الاعمى لاسرائيل والاعتراف بفشل السياسات السابقة. على اوباما ان لا ينتظر طويلا ليعلن نهجا جديدا في سياسات اميركا تجاه المنطقة. لا يكفي اليوم التأكيد على الالتزام بحل الدولتين بينما تسقط حكومة نتنياهو اليمينية خيار التسوية من حساباتها وتمضي باصرار في مشاريع التهويد والتجزئة.هناك من يعتقد بأن اوباما قد يكون الرئيس الأنسب لاميركا الا ان حظه العاثر القى به في خضم اسوأ أزمة اقتصادية يمر بها العالم. وهناك من يرى بأن اوباما قد ينجح في تغيير وجهة اميركا وتوجهاتها بحق كثير من الامور باستثناء اسرائيل. وهناك من يراهن على نجاح الرئيس الاميركي في مواجهة غطرسة اسرائيل وتعنتها واجبارها على الرضوخ لما يريده العالم.وفي كل الاحوال فان على القادة العرب ان يتكلموا وأن يستغلوا انفتاح اوباما ودعوته لكي يؤثروا على مواقف الولايات المتحدة من قضايا المنطقة. قد تفضي الازمة المالية وتورط اميركا في حروب فاشلة واعتمادها بشكل أكبر على حلفائها واصدقائها للتصدي لازمات العالم الى تغيير جذري في موقف واشنطن من استمرار احتلال اسرائيل للفلسطينيين. ان حلا عادلا للقضية الفلسطينية سيجنب اميركا ويلات ازمات قادمة ويحقق توازنا مطلوبا في علاقتها بالعالمين الاسلامي والعربي.

التاريخ : 09-04-2009

About this publication