A Clash Between the U.S. and Israel

<--

صدام أمريكي إسرائيلي

لماذا تغيب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في العاصمة الأوروبية‏,‏ وتم تخصيصه لبلورة موقف عربي موحد يؤكد استمرار التزام العرب بسلام شامل مع اسرائيل علي أساس حل الدولتين وفي اطار تمسكهم بالمبادرة العربية‏,‏ يحمله العاهل الأردني الملك عبدالله إلي الرئيس الأمريكي أوباما عندما يلتقيان في واشنطن في الأسبوع الأخير من هذا الشهر؟‏!..,‏

وهل كان السبب بالفعل أن الوزير السوري كان في رحلة خارجية كما قال وزير خارجية الأردن‏,‏ أم أن غيابه يعكس التزام دمشق بالموقف الذي طرحه الرئيس بشار الأسد علي قمة الدوحة‏,‏ عندما طالب بتعليق المبادرة العربية أو تجميدها إلي أن يؤكد الاسرائيليون قبولهم لها‏,‏ عندئذ يصبح من الطبيعي أن يجدد العرب التزامهم بالمبادرة‏.‏

وأيا كان السبب في غياب وزير الخارجية السوري عن اجتماع عمان‏,‏ فإن تأكيد وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالعاهل الأردني استمرار التزامهم بالمبادرة العربية يشكل خطوة صحيحة في التوقيت الصحيح‏,‏ بصرف النظر عن مدي استجابة حكومة بنيامين نيتانياهو ورفضها استئناف التفاوض علي المسار الفلسطيني ومعارضتها لحل الدولتين واسقاطها لإعلان أنابوليس‏,‏

الأمر الذي أثار غضب البيت الأبيض ودفع الرئيس الأمريكي أوباما إلي أن يعلن في طلقة تحذير واضحة لحكومة نيتانياهو‏,‏ أن الولايات المتحدة تلتزم بقوة بحل الدولتين ووجود دولة فلسطينية إلي جوار دولة اسرائيل‏,‏ وان مبعوثه الخاص جورج ميتشيل سوف يصل إلي المنطقة لدفع هذا الهدف قدما إلي الأمام‏.‏

وأظن أن اعلان العرب تجميدهم أو تعليقهم للمبادرة العربية في هذا التوقيت كان يمكن أن يكون بمثابة سحابة دخان يتخفي وراءها موقف حكومة نيتانياهو الذي أثار غضب البيت الأبيض وعجل باحتمالات صدام مؤكد مع حكومة اسرائيل‏.‏

صحيح أن نيتانياهو التزم الصمت تجاه تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما‏,‏ وكذلك فعل وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان‏,‏ لكن الاثنين تركا لوزير البيئة الاسرائيلي أن يرد معلنا أن اسرائيل لا تتلقي أوامر من أوباما‏..,‏ وأكثر ما يخشاه الاسرائيليون أن تتسبب حماقات نيتانياهو ووزير خارجيته ليبرمان في توسيع فرص الصدام مع الإدارة الأمريكية الجديدة والاضرار بمصالح اسرائيل في الولايات المتحدة‏,‏

خصوصا أن أوباما يحظي بمساندة واسعة في أوساط اليهود الأمريكيين تفوق كثيرا مساندتهم لبنيامين نيتانياهو وحكومته الجديدة التي أكدت نكوص اسرائيل الكامل عن عملية السلام‏,‏ ولهذا السبب يتوقع غالبية الاسرائيليين أن تلقي حكومة نيتانياهو المصير ذاته الذي لقيته حكومته السابقة عندما دخل في اختبار قوة مع الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون كانت نتيجته أن طرده الاسرائيليون من الحكم حرصا علي علاقاتهم مع الولايات المتحدة‏.‏

About this publication