Obama's Busy Arab and Israeli Calendar

<--

مفكرة الرئيس باراك أوباما حافلة بالمواعيد في موسم الرحلات العربية والاسرائيلية الى البيت الأبيض. الزائر الأول كان الملك عبدالله الثاني الذي حمل موقفاً عربياً موحداً نوقشت خطته العملية في عمان خلال اجتماع لعدد من وزراء الخارجية العرب. وفي الأسابيع المقبلة مواعيد متقاربة لثلاثة زوار: الرئيس حسني مبارك الذي امتنع عن زيارة واشنطن خلال السنوات الأخيرة من ولاية الرئيس جورج بوش، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي سمع أجمل الوعود في واشنطن، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحاول تغيير موقف أوباما والايحاء في الوقت نفسه انه بتكيف معه.

أما اللاعبون الآخرون، فانهم ينتظرون الدور الأميركي من دون توقعات كبيرة. فلا من عادة الرئيس السوري زيارة واشنطن، سواء أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي التقى بوش الأب وكلينتون في أوروبا أو في أيام الرئيس بشار الأسد الذي كان في مواجهة مع بوش الابن. ولا أحد يعرف متى يزور الرئيس ميشال سليمان البيت الأبيض في سلسلة رحلاته الخارجية. ولا أحد يتوقع ان يدعى خالد مشعل، برغم ارتفاع الأصوات المحذرة من سياسة التجاهل لحماس. ولا شيء يوحي ان طريق الحوار الأميركي – الايراني قصير وسهل، بحيث نرى في المدى المنظور رئيساً ايرانياً في واشنطن، مع ان طهران صارت لاعباً في الصراع العربي – الاسرائيلي، ومع ان أوباما يربط بين ازمات المنطقة ويتحدث عن حل شامل.

وما سمعه الملك الاردني هو ما توقعه. أوباما متمسك بحل الدولتين ويرى مبادرة السلام العربية (خطوة بناءة). وهو راغب في (الاستماع) الى الاطراف ولكن ليس الى الأبد. الحد الأدنى عنده هو (العودة عن حافة الهاوية). والحد المتوسط هو رؤية (خطوات ملموسة تمهيدية للحل). والحد الأقصى هو التسوية. غير ان افكار الرئيس الاميركي لم تصبح خطة بعد. ومشكلة التسوية ليست عند العرب. المشكلة في اسرائيل مع نتنياهو وقبله. فاسرائيل تتحدث عن (أخطار) عدة عليها، باستثناء استمرار احتلالها للأرض العربية: حزب الله، حماس، ايران، والديموغرافيا. وهي تتجاهل الخطر الذي اختصره غاري سيك بالقول (إن أكبر خطر على اسرائيل هو اسرائيل).

ومن الطبيعي أن يضع أوباما مسحة من التفاؤل على مناخ التشاؤم الاقليمي. لكن السؤال هو: ما الذي يستطيع فعله مع نتنياهو? والمسألة تحمل مفارقة: ادارة بوش ضغطت على أولمرت لتطبيق حل الدولتين، من دون أي نجاح. وادارة اوباما ستضغط على نتنياهو ليوافق كلامياً على حل الدولتين، بصرف النظر عن التطبيق.

والخيار محدد: إما التسوية، وإما الحروب والاضطرابات.

About this publication