نجحت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إشعال فتيل أول حرب أهلية شاملة في باكستان منذ توليها الحكم مع بدايات العام الجاري.ووصل عدد القتلى الى 700 قتيل و ادت عمليات الجيش الى تسوية المبانى و المنازل فى بعض المناطق بالأرض .
فقد ألَّبت الإدارة الأمريكية حكام باكستان بشكل سافر ضد حركة طالبان باكستان ، وأمرتهم بإلغاء الاتفاقيات معها في وادي سوات وطالبتهم بإلحاح بإقحام الجيش الباكستاني في حرب ضروس ضد الحركة تأكل الأخضر واليابس في المناطق الشمالية الغربية من الباكستان.
وبعد اندلاع القتال لم تخفِ الإدارة الأمريكية مشاعر الارتياح والفرح؛ حيث عبَّر وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس مساء الخميس الماضي عن “ارتياحه الشديد للرد العسكري الباكستاني على حركة طالبان”، وأما المسؤولون الباكستانيون فأكدوا على استمرارهم في خوض الحرب نزولاً عند رغبة الأمريكيين. فتعهد قائد الجيش الباكستاني أشفق كياني بالانتصار على شعبه فقال: “إن الجيش سيستخدم الإمكانات اللازمة لضمان انتصار حاسم على المتمردين”، بينما قال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني: “إن الحكومة أمرت الجيش بالقضاء على الإرهابيين الإسلاميين” على حد تعبيره.
وفي واشنطن خرج الاجتماع بين الرئيس الأمريكي أوباما ورئيسي باكستان وأفغانستان زرداري وقراضاي خرج الاجتماع مؤكداً على: “عزمهم على تعزيز التعاون لمواجهة خطر طالبان والجماعات المسلحة في باكستان وأفغانستان”.
وتعهد زرداري للرئيس أوباما بأن: “العمليات العسكرية ضد طالبان ستستمر إلى حين عودة الوضع إلى طبيعته في وادي سوات”.
وعلى ضوء انخراط الجيش الباكستاني في أتون الحرب ضد طالبان تزايدت الدعوات والوعود الأمريكية بتقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية للحكومة والجيش الباكستانيين؛ ففي واشنطن عرض السناتور الديمقراطي جون كيري وزميله الجمهوري ريتشارد لوغار خطة مساعدة غير عسكرية لباكستان بقيمة 5.7 مليار دولار على مدى خمس سنوات.
وتتضمن مشروع ميزانية أمريكية إضافية للسنة المالية 2009 بمبلغ 400 مليون دولار لتمويل عمليات الجيش الباكستاني ضد حركة طالبان ومبلغ 600 مليون دولار أخرى كمساعدات مدنية.
وجاءت هذه المبالغ الإضافية ضمن مبلغ إجمالي مقداره 7.96 مليار دولار أقرتها لجنة المصاريف العامة في مجلس النواب الأمريكي لتمويل حروب أمريكا في أفغانستان والعراق.
وأما بالنسبة لميزانية العام 2010 فطالب البيت الأبيض بميزانية تبلغ 130 مليار دولار لتمويل حربي العراق وأفغانستان.
إن هذه الأموال التي تضخها أمريكا لإشعال الحروب في بلدان العالم الإسلامي وبالذات في باكستان وأفغانستان لن تساعد أمريكا في تحقيق أهدافها الاستعمارية ولن تساعد عملاءها في الفوز على الإسلاميين، فالأمور معقدة وحساسة في باكستان ومرشحة لأن تنقلب على أمريكا وعملائها رأساً على عقب، وبدلاً من القضاء على حركة طالبان فإن هذا الدعم الأمريكي للحكام العملاء سيساهم في زيادة قوة الإسلاميين بشكل تدريجي في باكستان، وربما سيصل بهم مع الانتهاء من الحرب إلى زيادة فرصهم في إقامة أول دولة إسلامية حقيقية في باكستان تُغيظ أمريكا والغرب، وتقضي على النفوذ الأمريكي في المنطقة قضاء مبرماً.
محمود طرشوبي
باحث فى شئون الحركة الاسلامية
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.