Playing Cat and Mouse With Iraq

<--

لعبة القط والفأر!

الاحداث الدامية التي شهدتها ايران بعد نتائج الانتخابات الرئاسية والتي فاز بها الرئيس احمدي نجاد مرشح المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية ! كانت عبارة عن ثورة كبيرة ضد ملالي طهران وقم الذين امسكوا بزمام امور البلاد منذ عام 1979 وحتى اليوم اي لمدة ثلاثة عقود من الزمان همش فيها الدور السياسي والاجتماعي والثقافي والفني للشعب الايراني واجبروا على خوض حروب وحصارات والغور بعمق في ثقافة اللطم ! لقد ثار الشارع الايراني على التلاعب والتزوير في فرز الاصوات وذهب مير حسين موسوي المنافس القوي لنجاد والذي خسر الانتخابات يدفع بانصاره الى الاحتجاجات السلمية في الشارع الايراني الذي شهد اسوأ عمليات للقمع الاسلامية ! ايران تتهم الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا بزعزعت الوضع الامني ، فيما ينعكس هذا الامر سلباً على الشارع العراقي الذي اخذت تزداد فيه العمليات الارهابية وتتوالى الانفجارات داخل العاصمة بغداد وعلى جهاتها الاربع !

الامريكان عازمون على تغيير نظام الملالي في طهران ! وايران تتهم امريكا بجواسيس تخريبيين ، واشعال نار الفتنة ما بين المحافظين والاصلاحيين ! الوضع في العراق مرتبط ارتباطاً كلياً بالوضع الايراني ، ايران تدرب الميليشيات والقاعدة وتدفع لهم الدولارات مقابل الحفاظ على بقائها ثابتة لتحرج الامريكان داخل الشارع العراقي ، لكن المعادلة الآن تغيرت حيث انتفاضة الشارع الايراني جعلت من ملالي ايران امام مشكلة الغرب والعالم جراء تخصيبها لليورانيوم والمشكلة الثانية اصبحت داخلية ومن الصعوبة تلافيها خاصة وان الغرب اصبح يدعم الشارع الايراني للاطاحة بنظام طهران الذي يعتاش على دماء العراقيين منذ سنوات طويلة !

عشرات القتلى من الابرياء في كل يوم ، والمفخخات تتزايد ، فكلما ضغطت امريكا على ايران سياسياً ، نشطت ايران بتمويلها للقاعدة والارهاب بالمزيد من المفخخات داخل الساحة العراقية !

وكلما تمادت ايران ببرنامجها النووي وتخصيبها لليورانيوم ، فعّلت الولايات المتحدة الامريكية اكثر من الاحتقان الطائفي داخل العاصمة بغداد ومدن اخرى !

وهكذا دواليك ما بين ، امريكا ، ايران ، القاعدة ، التنظيمات التكفيرية ، الوهابية ، حكومتنا الطائفية ، البرلمان العراقي ، وزرائنا ( الحرامية ) ، مجلس رئاسة الجمهورية ، مجلس رئاسة الوزراء ، مجلس الامن الوطني ، ومجالس ونقابات ومنظمات لا تعد ولا تحصى ، وعدا عن ذلك فثمة الجانب الكردي الذي رسم حدود اقليمه بطريقة القرصنة عبر تصويت برلمانه المنتهية صلاحيته والوطن مضرج بدماء ابنائه بطريقة اكثر من مؤلمة !

امريكا وايران والحكومة العراقية يلعبون على الشعب العراقي لعبة القط والفأر ! منذ سنوات سقوط النظام وحتى الآن والمشكلة ان السياسي العراقي يعي ذلك جيداً لكنه يلتزم الصمت المطلق ولا تحركه دماء الضحايا والابرياء من ابناء وطنه الذين يقتلون آزاء تلك اللعبات القذرة ما بين ايران وامريكا وحكومتنا الطائفية ، لقد ضاع العراق وضاع اهله في معترك السياسة ورجالاتها الاغبياء والارهاب المستفحل بطريقة مخجلة وامام انظار الجميع !

About this publication