Goals Behind Obama’s Visit to Ghana

<--

! أهداف زيارة أوباما إلى غانا

يوم أمس ، قام الرئيس الأمريكي أوباما بزيارة أكرا العاصمة الغانية وألقى خطاباً رسمياً من هناك أشاد فيه بالديموقراطية الغانية ودورها في حل النزاعات في لبنان وليبيريا والكنغو وطالب الأفارقة بإرساء قواعد الحكم الرشيد ومحاربة الفساد في بلدانهم ووعد بزيادة المساعدات الأمريكية لدول القارة الأفريقية!

من المؤكد أن الهدف الاستراتيجي من زيارة أوباما إلى غانا هو مزاحمة العملاق الصيني على احتياطات النفط الافريقي الموجودة في بعض الدول الأفريقية ومن ضمنها غانا وذلك عبر انتهاج سياسة امريكية جديدة تختلف عن سياسة بوش في أنها ترمي إلى الاقتداء بالصين في ايجاد شراكة فاعلة تقوم على المصالح المشتركة وليس على التدخلات العسكرية والاملاءات السياسية حسبما نادى به كبار الاستراتيجيين الأمريكيين في واشنطون!

ومن الواضح أن هناك هدفاً تكتيكياً من زيارة أوباما لغانا وهو الاشادة بالتجربة الديموقراطية الغانية الناجحة وبعث رسائل سياسية إلى بعض العواصم الافريقية الأخرى الغارقة حتى أذنيها في حروب اهلية داخلية بسبب التنافس على السلطة والثروة مفادها : لقد آن الأوان لممارسة الحكم الرشيد فهلا أنتم فاعلون؟!

وبغض النظر عن التفكير العاطفي الذي يسيطر على بعض الأفارقة تجاه أوباما بصفته أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية ، فمن المؤكد أن أوباما ليس رئيس الولايات غير المتحدة الأفريقية وإنما هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وهو مفوض بهذه الصفة بانتهاج أي سياسة تمثل المصالح الأمريكية العليا ولذلك فليس من المجدي سياسياً بالنسبة للأفارقة رفع السياسة الأمريكية إلى عنان السماء أو قذفها إلى الحضيض وإنما يجب أن يسود نوع من التفكير الاستراتيجي الأفريقي الذي يسعى إلى تبني الشراكات العادلة سواء أكانت مع الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو أي قوى عظمى أخرى!

على الأفارقة المستهدفون بالرسالة التكتيكية الأوبامية أن يفهموا أن الاحتراب من أجل السلطة والثروة بالحراب أو السواطير أو الكلاشنكوفات هو أسلوب متخلف سياسياً يدل على أنهم لم يبلغو سن التمييز السياسي ناهيك عن سن الرشد السياسي الذي تحدث عنه أوباما في غانا!

على الأفارقة في كل الأحوال مساعدة أنفسهم بأنفسهم وحل أزماتهم السياسية والاجتماعية بقدراتهم الذاتية بدلاً من الرهان على الأجنبي سواء أكان روسياً أو أمريكياً أسوداً أو أبيضاً أو خاطف لونين ، فليس من المعقول أو المقبول أن يؤكد علم الانثربولوجي أن أفريقيا هي الموطن الأصلي لجميع الأجناس البشرية بينما تؤكد الشواهد السياسية الحديثة أن أفريقيا هي مهد المجاعات والأوبئة والحروب الأهلية والغباء السياسي وليس هناك أي ذرة من التمييز أو الرشد السياسي في مطالبة بعض الأفارقة لأوباما بأن يكون أفريقياً أكثر من الأفارقة أنفسهم بينما يتفرغ بعض سياسي أفريقيا إلى الاحتراب البدائي والتقاتل الهمجي على السلطة أو على الثروة في عدد معتبر من العواصم الافريقية دون أي شعور بالحد الأدنى من الحياء السياسي!

فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر

fsuliman1@gmail.com

About this publication