Israeli Settlements, the U.S., and the Response.

<--

الاستيطان وأمريكا والرد

الأحد يوليو 12 2009 – أمجد عرار

مرة أخرى يتضح أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة لم يكن سوى خطاب علاقات عامة وينطوي على مزيد من الطرق الالتفافية.

فها هي إسرائيل تعلن عن ضوء أخضر للمضي قدماً في بناء 2500 وحدة استيطانية قيد الإنشاء في الضفة الغربية، وموافقة واشنطن على ألا تُلزم إسرائيل بتجميد الاستيطان كشرط مسبق، إلا كجزء من مفاوضات “سلام” إقليمية شاملة تشارك فيها سوريا وإيران، وهذا يعني أن واشنطن لا تزال مرتبطة مع إسرائيل بخيط زمبركي تمسك به يد إسرائيلية تشده وترخيه وفق الاعتبارات الإسرائيلية.

وما يعطي هذا الموقف دلالة أكثر رسوخاً أن الموقف الأمريكي تم في لقاء في لندن بين ايهود باراك والمبعوث الأمريكي جورج ميتشل المكلف إنجاز التسوية، وهذا يحدد تماماً ملامح هذه التسوية وطبيعتها الإسرائيلية، وفي حالة كهذه من الطبيعي أن تعتبر أوساط إسرائيلية هذا الموقف “فتحا” في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية وتطوراً بالاتجاه الإسرائيلي في موضوع الاستيطان.

فإذا كانت التسوية بحدها الأدنى مستحيلة في حال بقاء منزل استيطاني واحد في الضفة ناهيكم عن الأسس الأخرى التي لا تقل أهمية، فكيف ستسير أمور المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل إذا كان هذا هو موقف “الوسيط”؟ وما العمل في هذه الحالة؟

أولاً، وقبل كل شيء، السلطة مطالبة بربط استئناف المفاوضات بإعلان إسرائيلي قاطع بوقف الاستيطان، والكف عن لغة المناشدات والمطالبات التي لا تغني ولا تسمن من جوع. بالتزامن مع ذلك أو بعده مباشرة ينبغي الإعلان عن جلسة حوار فلسطيني شامل مدتها لا تتجاوز ست ساعات تفضي إلى اتفاق على تشكيل مرجعية وطنية تقود حكومة تكنوقراط، وتقود حملة نضالية شعبية ضد الاستيطان والجدار وتضع برنامجاً كفاحياً تحت شعار “لا لبقاء أسير واحد في السجون الاسرائيلية”، وتضع كذلك رفع الحصار عن غزة كأولوية نضالية وتشكيل لجنة وطنية للإشراف على معبر رفح.

لم يعد هناك ما يبرر هذا التعامي من جانب كل الفصائل الفلسطينية للأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية، فحملة الاستيطان الواسعة لا يمكن مواجهتها بحسابات فصائلية ضيقة، وتهويد القدس وبناء جدار الفصل والاستفراد بالأسرى، لا يمكن مواجهتها بوضع كهذا

About this publication