Few Roads Lead to Peace

<--

السلام في الشرق الاوسط ٠٠خياران لا ثالث لهما امام اوباما

الجمعة يوليو 17 2009 – عطاالله منصور

هل من جديد في مساعي الرئيس باراك اوباما , وتصريحاته حول رغبته في التوصل الى سلام في المنطقة يضمن حقوق شعب فلسطين ؟ لمراجعة لمسيرة رؤساء الولايات المتحدة في العقود الاخيرة تصل بنا الى نتيجة محبطة. فكل رئيس للولايات المتحدة يستطيع الادعاء بانه حاول جمع حكومة اسرائيل بروساء عرب واجراء المفاوضات فيما بينهم, ومن ابرز ما يلاحظه المراقب تبرز حقيقة مثيرة وهي ان جورج بوش, الابن, الذي نجمع على توصيفه بانه يحتل المكان الاول بين من وقف ضدنا وانه تحيز لصالح حكومة اسرائيل, وان هذا الرئيس بالذات يحتل مكانة اكثر الرؤساء في اعترافه بحق شعب فلسطين في انشاء دولته المستقله والقادرة على الصمود والتطور في حين ان سابقيه كانوا يقترحون اقتسام فلسطين ضمن حدودها في فترة الانتداب البريطاني, دون التطرق بصورة مفصلة وواضحة الى مصير الدولة الفلسطينية. ولكن هل يعني موقف جورج بوش انه تفوق على جيمي كارتر وعلى كلنتون ؟ الجواب على هذا السؤال يكتنفه الغموض اذ ان الادلة تؤكد بان جيمي كارتر كان ولا يزال يميل الى الاعتقاد بان بلاده ساهمت – بغير حق- لصالح الطرف الثاني ولم تعمل لصالحنا, وقد اصدر مؤخرا كتاب حول هذا الموضوع . ولكنه – مثل كارتر- لم يجد لقضية السلام في منطقة الشرق الاوسط مكانا على جدول اعماله حتى الاشهر الاخيرة قبل الانتخابات الرئاسية التي ادت به الى وداع منصبه ومصدر نفوذه. لماذا ؟ قد يكون ذلك ضمن تكتيك وضعه طاقم المستشارين او مجرد مناورة قصد بها مجرد دفع ضريبة كلامية لارضاء اصدقاء الولايات المتحدة من ملوك ورؤساء الدول العربية.

وهنا في هذا الموقع يبرز سلوك براك اوباما الذي بدأ فترة رئاسته بالتاكيد على انه يضع تحقيق السلام بين الشعب الفلسطيني واسرائيل على رأس اولوياته, كما انه يقولها على الاشهاد بان ترميم صورة بلاده مع العالم العربي والاسلامي يشكل اولوية على رأس برامجه- ومن هنا فانه يفسح المجال للتفاؤل امام المراقب المتتبع لمسيرة سيد البيت الابيض , خصوصا وان رحلاته الى المنطقة حتى الان اقتصر على تركيا ومصر والعراق في حين اقتصرت زيارات من سبقوه على زيارة قادة اسرائيل واستقبالهم والاصغاء لطلباتهم.

وحكومة اسرائيل اليوم هي اكثر حكومات اسرائيل منذ 1948, تطرفا وتعصبا من حيث تعصبها وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني – ولا اظن بان مراقبا جديا للحلبة السياسية في اسرائيل والعالم يقول رأيا مغايرا. بل لقد وصل الامر بالرئيس الفرنسي ساركوزي ان قال لبنيامين نتنياهو , رئيس حكومة اسرائيل, في حضرة حاشية تكونت من وزراء في حكومة اسرائيل – وبحضرة السفير الرسمي- ان علية استغلال فرصة تلوح في الافق والمبادرة الى تبديل وزير خارجيته افيجدور ليبرمان بوزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني « ليدخل التاريخ». وكيف دافع نتنياهو على وزير خارجيته « انه مهذب في جلساته الخاصة» وقال له ساركوزي: وجان ماري لابين( ممثل اليمين العنصري في فرنسا) انسان لطيف في جلساته الهادئة!. ولا شك بان هذا الحوار امام الجمهور كان غير متوقع خصوصا وان نتنياهو جاء الى باريس وروما ضمن مسعاه بالظهور امام العالم بانه يتبادل زيارات ودية مع اصدقاء, وقد يكون قد شعر بالحرج من حوار كهذا من صديق مما جعله يقول لمضيفه : لا مجال للمقارنه بين هذا وذاك. فقال الفرنسي لضيفه: لم اقم باجراء مقارنة. ( ولا مجال للمقارنة لان جان ماري لا بن هو مجرد عضو برلمان وليبرمان هو وزير خارجية وشخصية تمتلك نفوذا كبيرا في حكومة اسرائيل).

ومن هنا فان امام باراك اوباما اربعة اعوام ( على الاقل) وهو يواجه حكومة شبه منبوذة في العالم وللتدليل على ذلك يكفي ان نذكر بان اوباما حاول ان يوحي لناخبيه ( ولشعب اسرائيل) بانه يمتلك مفتاح الكرملين وان موسكو قد تقف الى جانب اسرائيل بديلا للولايات المتحدة – ولكن الحبر الذي كتبت به هذه القصة لم يجف حين اعلنت موسكو بانها دعت ممثل حركة حماس للمشاركة في مؤتمر تنوي عقده في العاصمة الروسية ( ومن هنا لم يعد هناك مكان لمزاعم ليبرمان عن حلف يقيمه مع موسكو!).

وهكذا وجدت حكومة اسرائيل نفسها مضطرة الى البحث عن طريق للتملص من اوباما – كما نجحت في السابق في التخلص من سابقيه بالمفاوضات معه ومع طاقمة وكسب الوقت واثارة قضايا جانبية. مثلا : حكومة اسرائيل تفاوض البيت الابيض على المكافأة التي ستحصل عليها مقابل الاستجابة لطلب اوباما بوقف عمليات نهب اراضي الضفة الغربية لصالح المستوطنات والابقاء على بناء المزيد « للزيادة الطبيعية». ويظهر ان الادارة الاميركية في عهد الرئيس براك اوباما ستجد نفسها امام خيارين لا ثالث لهما: اما الرضوخ لمناورات ومماطلات حكومة نتنياهو وليبرمان او اعلان برامجها لتدجين هذا الحليف الذي سمن وتمرد عليها.

About this publication