The United States, Israel, and “Family Issues”

<--

اسرائيل و امريكا و خلافات العائلة الواحدة

الخميس يوليو 16 2009 – الياس حرفوش

لا اعتقد ان هناك مبالغة في القول ان اجتماع الرئيس باراك اوباما مع 15 من ابرز وجوه الجالية اليهودية في الولايات المتحدة مؤخرا سوف يشكل نقطة تحول يمكن أن تحد من اندفاع ادارة الرئيس الجديد نحو تحقيق تسوية متوازنة بين اسرائيل والفلسطينيين.

الاجتماع الذي استغرق ساعة هو الاول بين ادارة اوباما وقادة اليهود ومن بينهم اللجنة الاميركية – الاسرائيلية للشؤون العامة (ايباك) والمجلس اليهودي للشؤون العامة واللجنة الاميركية اليهودية واتحاد الروابط اليهودية وغيرها. وقد تم الاجتماع بناء على طلبهم، لأنهم، كما قالوا، ارادوا ان يحصلوا على ايضاحات بشأن الصورة السائدة من ان ادارة اوباما تتخذ «موقفاً متشدداً» حيال الحكومة الاسرائيلية وتجاه سياسة الاستيطان التي تتبعها.

في رأي اليهود الاميركيين أن الاخبار عن ضغوط اميركية على اسرائيل بدل الضغوط التقليدية التي كانت تمارسها الادارات السابقة على الفلسطينيين والاطراف العربية هي اخبار تثير الاهتمام وتدفع الى قراءتها، ولكنها اخبار يندر أن تكون صحيحة. اوباما اعتبر ايضاً ان اخبار الخلاف الاسرائيلي – الاميركي هي مثل الخلافات «داخل العائلة الواحدة». واثار استخدام الرئيس هذا التعبير اعجاب الحاضرين من اليهود الذين اعربوا عن تقديرهم ورضاهم، كما اشادوا بحرص اوباما على حماية أمن اسرائيل، وتأكيده على حقها في الدفاع عن نفسها وعلى العلاقات الخاصة التي تربطها بالولايات المتحدة.

النتيجة ان الخلاف الذي كان يجري الحديث عن انه «خلاف عميق» بين موقفي اوباما ونتانياهو بشأن المستوطنات بات خلافاً «قابلاً للتسوية»، أو كما قال الرئيس الاميركي، اصبحت هناك فرصة للتفاهم بين الطرفين، معلقاً على نتائج الاجتماع الاخير بين ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي والمبعوث الاميركي جورج ميتشيل. ليس هذا فقط، بل ان اوباما أكد لهم انه ينوي في الاسابيع القادمة اتخاذ مواقف علنية اكثر وضوحاً بشأن ما يجب ان يفعله الفلسطينيون ايضاً للتوصل الى تسوية.

لم نعد اذن عند النقطة التي قالت فيها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان التوسع في المستوطنات يجب ان يتوقف نهائياً، سواء كان ذلك ما يسميه الاسرائيليون «نمواً طبيعياً» او مستوطنات جديدة. اصبح الحديث الآن عن تضييق الخلافات حول قضية المستوطنات وعن امكانات التوصل الى تفاهم. هذا في الوقت الذي كان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يؤكد ان السلطة الفلسطينية سترفض اي اتفاق اميركي – اسرائيلي يمكن أن يسمح حتى ببناء محدود للمستوطنات في الضفة الغربية. «لا توجد حلول وسط لقضية المستوطنات. فإما ان يتوقف النشاط الاستيطاني بالكامل او لا يتوقف»، كما قال.

ليس صعباً تقدير الاتجاه الذي يمكن أن تنحو ادارة اوباما نحوه عندما تبلغ الامور حدود الخلافات الحقيقية بين «افراد العائلة الواحدة». التراجع عن تعيين السفير تشارلز فريمان في منصب رئيس مجلس الاستخبارات الوطني كان مؤشراً اول الى هذا الاتجاه. جاء بعده استيعاب حكومة نتانياهو للخلافات التي ظهرت بعد لقائه مع اوباما في البيت الابيض، والذي تفاءلت بعض وسائل الاعلام العربية بأنه سيكون لقاء عاصفاً. ثم جاء التقارب بين الجانبين حول الموقف من ايران.

وعلى رغم تأكيد الرئيس الاميركي في حديث اخير ان ادارته لم تعط ضوءاً اخضر لاسرائيل للقيام بغارة ضد المنشآت النووية الايرانية، فإن الحديث عن عدم ابقاء باب التفاوض مع ايران مفتوحاً الى ما لا نهاية، وتحديد مطلع الخريف المقبل موعداً (او انذاراً) لرد نهائي من ايران على مسألة التخصيب، كل هذا اصبح اقرب الى مواقف نتانياهو وليبرمان منه الى «مد اليد» الى الجمهورية الاسلامية، في خطاب النوروز الشهير.

موضوع ايران كان ايضاً موضوعاً رئيسياً في «القمة» ، حيث كان اوباما، كما نقل عنه جايسون ايساكسون، مدير الشؤون الدولية في اللجنة الاميركية اليهودية، بالغ الوضوح بالنسبة الى اولوية بناء موقف دولي يحظى بالاجماع ضد امكان قيام ايران بتصنيع سلاح نووي.

About this publication